يمكن أن تكون العزلة الشديدة لفترات طويلة مضرة جسديًا وعقليًا وقد تؤدي في بعض الحالات النادرة إلى الموت. تشير الدراسات إلى أن العزلة الاجتماعية الطويلة قد تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وتقلل من فرص النجاح في الحصول على العلاج الطبي اللازم.
على الصعيد النفسي، قد تؤدي العزلة المستمرة إلى زيادة مخاطر الاكتئاب والقلق والتوتر، وقد تؤثر سلبًا على صحة الدماغ والوظائف العقلية. الشعور بالعزلة الشديدة وفقدان الدعم الاجتماعي قد يزيد من احتمالية الانتحار في بعض الحالات.
من الضروري التفكير في الصحة النفسية والاجتماعية والحفاظ على التواصل الاجتماعي الصحيح مع الآخرين، حيث يمكن أن يلعب الدعم الاجتماعي دورًا هامًا في الحفاظ على الصحة والعافية العامة.
إلى جانب زيادة خطر الوفاة، العزلة يمكن أن تؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية. من بين هذه الأمراض والمشاكل يمكن ذكر:
الاكتئاب: العزلة المستمرة قد تزيد من خطر الاكتئاب وتفاقم الأعراض النفسية لدى الأشخاص المعرضين له.
ارتفاع ضغط الدم: الأشخاص الذين يعيشون في العزلة قد يواجهون مستويات أعلى من ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
المصابين بأمراض القلب: معرضين لخطر متزايد بنسبة 28% للوفاة من أي سبب (وليس فقط من الأمراض القلبية) اذا عاشوا في حالة عزلة ، ولديهم خطر متزايد بنسبة 51% للموت من سرطان الثدي
السمنة: قد يؤدي العيش في العزلة إلى زيادة الرغبة في تناول الطعام بشكل زائد والتقليل من النشاط البدني، مما يزيد من خطر السمنة والأمراض المرتبطة بها مثل داء السكري وأمراض القلب.
نقص المناعة: قد يؤثر العزلة الطويلة على نظام المناعة لدى الأفراد ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية والتهابات الجهاز التنفسي.
المصابون بسرطان الثدي: معرضين لخطر متزايد بنسبة 33% للوفاة لسبب متعلق بالسرطان اذا كانوا في حالة عزلة
التدهور العقلي: العزلة قد تؤدي إلى التدهور العقلي وتزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل الخرف ومرض الزهايمر.
عوامل ترتبط بالعزلة الاجتماعية
الباحثون قد وجدوا أن هناك عدة عوامل ترتبط بالعزلة الاجتماعية وزيادة خطر الوفاة. إليك خمسة من هذه العوامل الأساسية:
الصحة النفسية: العزلة الاجتماعية يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية، حيث يصاب الأشخاص المعزولون بشكل أكبر بالاكتئاب والقلق والتوتر، وهو ما يمكن أن يزيد من خطر الوفاة.
الصحة العقلية: العزلة الاجتماعية قد تؤثر على الصحة العقلية للأفراد وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الخرف ومشاكل الذاكرة.
التصرفات الصحية: يمكن أن يؤدي الشعور بالعزلة إلى تراجع التصرفات الصحية مثل التغذية السليمة وممارسة الرياضة، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وبالتالي زيادة خطر الوفاة.
الدعم الاجتماعي: يؤثر الدعم الاجتماعي القليل على خطر الوفاة، حيث إن وجود شبكة دعم اجتماعية قوية يمكن أن يقلل من التأثير السلبي للعزلة الاجتماعية ويحمي من العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بها.
مستويات هرمون التوتر الكورتيزول المختلفة: والتي تؤثر على مستويات الجلوكوز لدى الشخص، الاستقلاب، الاستجابة الالتهابية، الجهاز التناسلي، والجهاز القلبي الوعائي.
إذا كنت ترغب في التخلص من الشعور بالوحدة والعزلة، يمكنك اتباع هذه الخطوات:
البحث عن فرص للتواصل: حاول التواصل مع الأصدقاء والعائلة، سواء عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو اللقاء الشخصي، وتحديد وقت لقضاء الوقت معهم بانتظام.
تعرف على مشاعرك: احيانًا يكون من السهل تجاهل المشاعر التي تعيشها، خاصةً اذا لم يكن لديك شخص عزيز تتحدث معه بشأن هذه المشاعر. لكن من الضروري أن تعترف بأنك تعيش في حالة عزلة، وأن تحاول الحديث مع اخصائي في هذا الموضوع.
الانضمام إلى أنشطة اجتماعية: ابحث عن الأنشطة التي تستمتع بها وتقدم لك فرصًا للتواصل مع الآخرين، مثل الانضمام إلى نوادي هواية أو الاشتراك في دورات تعليمية.
المشاركة في المجتمع: قم بالمشاركة في الفعاليات المجتمعية أو الأعمال التطوعية، حيث يمكنك التعرف على أشخاص جدد وبناء علاقات جديدة.
تطوير صداقات في العمل: صداقات العمل يمكن أن تساعد الشخص على التواصل مع الآخرين. ومن اجبل الكبار في السن، يمكن أن يساعدهم العمل خارج المنزل على تقليل مشاعر الوحدة التي تأتي بعد التقاعد.
البحث عن دعم معنوي: لا تتردد في مشاركة مشاعرك مع الأشخاص الذين تثق بهم، وطلب الدعم العاطفي والمساعدة إذا كنت تشعر بالوحدة بشكل مستمر.
الاهتمام بالنفس: حافظ على الرعاية الذاتية من خلال ممارسة الرياضة والتغذية الصحية والاسترخاء والنوم بشكل جيد.
تطوير الاهتمامات والهوايات: ابحث عن هوايات جديدة أو اهتمامات تساعدك على استغلال وقتك بشكل إيجابي والتواصل مع أشخاص ذوي اهتمامات مشتركة.
البحث عن معنى وغرض: حاول تحديد الأهداف والأحلام في حياتك والعمل نحو تحقيقها، حيث يمكن أن يساعد ذلك في إضفاء المعنى والغرض على حياتك.
الخروج من المنزل: الخروج من المنزل يكون ضرورة لصحتك العقلية والنفسية. الضوء الطبيعي يمكن أن يعزز مزاجك، وفيتامين د الذي تحصل عليه من ضوء الشمس يمكن أن يقلل أعراض الاكتئاب.
إذا كنت تعاني من الشعور بالوحدة، تذكر أن الوحدة ليست شيئًا دائمًا، ويمكنك التغلب عليها بالتدابير المناسبة والدعم المناسب. تمكن من إيجاد الاتصال الاجتماعي والدعم النفسي، وابحث عن معانٍ وغرض في حياتك. باستخدام هذه الخطوات، يمكنك تحسين حالتك والتغلب على الوحدة بشكل فعّال.