السخرية هي الاستهانة والتحقير، والتنبيه على العيوب والنقائص، بشكل يدعو للضحك والاستهزاء، سواء بالقول أو الفعل، أو بالإشارة والإيماء ويقول ابن تيمية أن السخرية من الناس تكون بذم صفاتهم وأفعالهم ذمًّا يخرجها عن درجة الاعتبار، كما سخروا بالمطوعين من المؤمنين في الصدقات.
حديث شريف وأيات عن التنمر
التنمر من الظواهر العدوانية التي تتمثل في مُمارسة العنف والطرق العدوانية سواء من قبل فردٍ واحد أو مجموعة من الأفراد كما أن تلك الظاهرة تنتشر بشكلٍ كبير بين طلاب المدارس.
لذلك كثيرًا ما يتم البحث على مواقع التواصل الاجتماعي عن هل يوجد حديث شريف وأيات عن التنمر؟ من قِبل مجموعة من الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة وقد ورد بالفعل في السنة النبوية بعض القصص عن التنمر.
حيثُ إن تلك القصص نهي فيها الرسول-صلى الله عليه وسلم- عن التنمر والاستهزاء بالآخرين لشكلهم ونسبهم ولونهم أو لعلة بهم ثم أن الرسول-صلى الله عليه وسلم- نهى عن فحش القوي والأخلاق السيئة كما يلي:
جاء عن أبي ذر الغفاري-رضي الله عنه-: “كانَ بَيْنِي وبيْنَ رَجُلٍ كَلَامٌ، وكَانَتْ أُمُّهُ أعْجَمِيَّةً، فَنِلْتُ منها -وفي رواية: فَعَيَّرْتُهُ بأُمِّهِ-، فَذَكَرَنِي إلى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ لِي: أسَابَبْتَ فُلَانًا؟، قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: أفَنِلْتَ مِن أُمِّهِ؟، قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ“.
جاء عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-: “يا أيُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإنَّ أباكم واحدٌ، ألَا لا فَضْلَ لِعَربيٍّ على أعجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عرَبيٍّ، ولا أحمَرَ على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ إلَّا بالتَّقْوى“.
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: “من أُعطِيَ حظَّه من الرِّفقِ فقد أُعطِيَ حظَّه من الخيرِ، ومن حُرِمَ حظُّه من الرِّفقِ؛ فقد حُرِمَ حظُّه من الخيرِ، أثقلٌ شيءٍ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ حُسنُ الخُلُقِ، وإنَّ اللهَ لَيبغضُ الفاحشَ البذِيءَ“.
شاهد أيضاً: احاديث قصيرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام
أحاديث تنهي عن السخرية
– عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر, ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، فقال له رجل يا رسول الله, قد قسم لي من الجمال ما ترى، وإنه يعجبني أن يكون ثوبي حسنا, ونعلي حسنة، أفمن الكبر ذلك؟ قال: لا إن ذلك ليس بالكبر إن الله جميل يحب الجمال ولكن الكبر بطر الحق وغمط الناس.
– أبي حذيفة عن عائشة رضي الله عنها قالت: “قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا -قال غير مسدد: تعني قصيرة- قال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته”
– عن عائشة رضي الله عنها قالت: حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال: ما يسرني أني حكيت إنساناً, وأن لي كذا وكذا.
– أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن زمعة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فوعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال: علام يضحك أحدكم مما يفعل؟
آيات تنهي عن السخرية
– قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ “الآية 11 من سورة الحجرات”
– قال تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ﴾ من الآية 10 إلى الآية 13 من سورة القلم
– قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ﴾ الآية 29 وحتى الآية 34 من سورة المطففين.
شاهد أيضاً: شرح حديث عن العفو عند المقدرة
آيات عن عقوبة السخرية
– قال تعالى: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ الآية الأولى من سورة الهمزة
– قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ الآية 109 حتى الآية 111 من سورة المؤمنون
– قال تعالى: (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) الآية 56 من سورة الزمر
آيات تدل على جزاء السخرية
– قال تعالى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ الآية 79 من سورة التوبة
– قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ﴾ الآية 58 من سورة الأحزاب
– قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ الآية 65 من سورة التوبة
نختم مقالنا هل يوجد حديث شريف عن التنمر ؟ نعم أنه يوجد أحاديث عن الرسول-صلى الله عليه وسلم- نهى فيها عن التنمر والاستهزاء بالآخرين بطرق التنمر المُختلفة اللفظية والاجتماعية والجسدية.