ماذا يسمى من مات ابوه وهو دون سن البلوغ سُمي يتيم، ووصى القرآن في آيات كثيرة وكذلك السنة النبوية في أحاديث عديدة على اليتيم، ماذا يسمى من مات ابوه وهو دون سن البلوغ فالإسلام نزل حتى يصحح عادات الجاهلية السيئة التي كانوا يرتكبونها دون أن يشعروا أنهم بذلك يرتكبون المعاصي مثل شرب الخمر ووأد البنات والزنا.ماذا يسمى من مات ابوه وهو دون سن البلوغ
ماذا يسمى من مات ابوه وهو دون سن البلوغ يتيم
أفردها جعفر بن أبي طالب حينما ذهبوا إلى الحبشة وأراد الكفار أن يوقعوا بينهم وبين ملك الحبشة فتكلم سيدنا جعفر حتى يظهر أن الإسلام دين الحق فشرح له أنهم كانوا قوم جاهلية يعبدون الأصنام ويأكلون الميتة، ويأتون الفواحش، ويقطعون الأرحام ويسيئون لجيرانهم ويأكل القوي منهم الضعيف أي يستقوون بمالهم وسلطانهم على الضعفاء وخاصة من العبيد.
جاءهم الإسلام ودعاهم إلى عدة أشياء منها توحيد الله ومنها أيضًا أكل مال اليتيم، أي أن هذا يعني أنهم كانوا مشهورين بأكل مال اليتيم لذلك نزل الإسلام ليدعوهم إلى ترك هذه الصفات السيئة حتى يكفوا عن عملها، ويظهر ذلك في الآيات والأحاديث التي نزلت للتوصية على اليتيم الذي لا حظ له في الدنيا لحفظ ماله أو لكفالته.
وصى وأكد القرآن الكريم على حقيقة الإحسان إلى اليتيم وعدم الاعتداء عليه ولا على ماله، لأن من أكبر الكبائر والموبقات أكل مال اليتيم، حيث جعل الإسلام أكل مال اليتيم من السبع الموبقات التي توبق صاحبها وتدخله جهنم.
شاهد أيضاً: قصة قوم صالح | معجزة نبي الله صالح
يروي أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟، قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.
هذا يعني أن أي شيء يمس اليتيم من قريب أو بعيد فهو من الذنوب العظيمة التي يجب ألا يقربها أحد من المسلمين لأن عقابها شديد عند الله في الدنيا والآخرة، لأن اليتيم ليس له حظّ في الدنيا لذلك لا بد من حمايته، كما أن هناك أحاديث كثيرة باستحباب كفالة اليتيم ورعايته وإدخاله مع العيال في المنزلة، وذلك له أعظم الثواب، فالكفالة من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية.
متى يطلق على الشخص يتيم عندما يفقد أباه
اليُتم في اللغة هو فقدان الأب، وجاء في لسان العرب حيث قال ابن السكيت:
اليتيم في الناس من قبل الأب، وفي البهائم من قبل الأم، ولا يقال لمن فقد الأم من الناس يتيمًا ولكن منقطعًا، وقال ابن بري أيضًا: اليتيم الذي يموت أبوه، والعجي التي تموت أمه، واللطيم من يموت أبواه.
قيل أن اليتم في الطير يكون من قبل الأم والأب، لأن كليهما يزقان فراخهما وقد يتم الصبي، وهو يتيم حتى يبلغ الحلم، واليتيم هو الذي مات أبوه، فهو يتيم حتى يبلغ الحلم فإذا وصل إلى سن البلوغ زال عنه اسم اليتيم، واليتم عادة ما يكون ملازمًا للضعف والفقر لأن الصغير من الناس لا يملك شيئًا ولا يحسن التصرف وليس له تجربة ومعرفة بالحياة.
متى بلغ اليتيم الحلم لا يكون يتيمًا لأنه متى بلغ يعتبره العلماء أنه يستطيع أن يحسن التصرف في ماله إن كان له مال، وهو بذلك قد زال عنه اليتم شرعًا، كما في حديث علي بن أبي طالب في سنن أبي داود قال: “لا يتم بعد الاحتلام، ولا صمات يوم إلى الليل”، ويمكن أن يطلق لفظ اليتيم على البالغ مجازًا باعتبار ما كان كما في قصة زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة حين قال والد السيدة خديجة رضي الله عنها: أنا أزوج يتيم أبي طالب”.
الرسول مات أبوه صغيرًا وكفله عمه أبو طالب لذلك نسب إليه ونسب إليه اليتم أيضًا، وكان قد كفله قبله جده عبد المطلب حيث نزلت فيه الآية: “ألم يجدك يتيمًا فآوى”، فاليتم وإن أطلق على الصغير حقيقة وعلى الكبير محازًا كلاهما مستعملان في الشرع ووردت الكثير من النصوص في القرآن والسنة النبوية في هذا.
شاهد أيضاً: بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته
ماذا قال الله عن اليتيم
نزلت الكثير من الآيات في اليتامى للحرص عليهم وعلى حمايتهم وبداية هذه الآيات حين كان يذكر الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه حين وجده يتيمًا فآواه من قبل جده ومن بعده عمه أبي طالب ولم يجعله يقع تحت أيدي ظالمين أو أشخاص يعذبونه ويأكلون ماله، فقال الله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىظ°}.
وكفالة اليتيم والإحسان له من أفضل البر والأعمال إلى الله فقال الله تعالى في سورة البقرة: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَظ°كِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىظ° حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىظ° وَالْيَتَامَىظ° وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا غ– وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ غ— أُولَظ°ئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا غ– وَأُولَظ°ئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.
من الأشياء التي حرص الإسلام والقرآن على إظهارها وعدم إبهامها، والأمر بها وجوبًا عدم أكل مال اليتيم والاعتداء عليه، وعدم أكل ماله من أكثر الأشياء التي ذكرت لأن اليتيم لا يحسن التصرف في نفسه وماله حتى يبلغ، وهذه من علامات البلوغ، إذا بان أنه يحسن التصرف في ماله فهو بالغ، ومن الآيات التي حثت على هذا: { وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىظ° يَبْلُغَ أَشُدَّهُ غ– وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ غ– لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا غ– وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىظ° غ– وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا غڑ ذَظ°لِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
شاهد أيضاً: فوائد سورة البقرة وقرأتها في المنزل
أجر كفالة اليتيم
كفالة اليتيم من أعظم الأمور التي من الممكن أن يقوم بها إنسان في هذه الدنيا، فكفالة اليتيم من الأمور التي حث الشرع عليها، حيث يتضح من خلال كفالة اليتيم الصورة الأخوية للمجتمع المسلم من خلال علاقة معنوية ومادية يقيمها الإنسان مع الطفل اليتيم حيث يدخله تحت جناحه ويجعله مثل عياله ينصحه ويجلب له ما يريد.
كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية بحرص حيث قال الله تعالى في سورة البقرة:
- {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ غ– قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىظ°
- وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ غ— وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.
من الأحاديث النبوية المشهورة في هذا الصدد هو حديث
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما”، هذا يبين عظمة مكانة من يعمل بهذا الحديث الشريف.
من يكفل يتيمًا فهو في الجنة مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقال العلماء أن حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به حتى يكون رفيقًا للرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة لأنه لا منزلة يمكن أن يبلغها الإنسان أفضل من منزلة كفالة اليتيم ومعاملته معاملة الأولاد في كل شيء.