زوجات النبي عليه الصلاة والسلام وردت الكثير من أسماء الصحابيات اللواتي آمنّ بالله ورسوله وأولهنّ زوجات النبي -عليه الصلاة السلام- وبيان أسمائهنّ ما يأتي
أسماء بعض الصحابيات اللاتي كان لهن دور عظيم في الإسلام
الصحابيات اللاتي كان لهن دور عظيم في الإسلام كُثر، فمنهنّ المجاهدات ومنهنّ الصابرات والداعيات إلى الدين، فيما يلي نتطرق للحديث عن بعضهن في وقفات تتعمق بتفاصيل قصصهن ومواقفهن -رضي الله عنهن وأرضاهن-، في الآتي اسماء صحابيات تحلين بأخلاق الإسلام وكنّ من عماده، وهنّ:
- أم أبانِ بِنْت عُتْبَة: وهي خالة معاوية وزوجة طلحة بن الزبير.
- أم الأزهر العائشية: التي مسح النبي على رأسها في صباها، وكانت من الصالحات العابدات.
- أم إسحاق الغَنَوِيَّة: وهي من المهاجرات مع النبي.
- أم أوس البهزية: التي أهدت سمنها عكّةً إلى النبي فدعا لها بالبركة بعد أن ردها إليها مملوءً بالسمن.
- أم بلال بِنْت هلال: وهي أسلمية مزنية وابنةً لرجلٍ تقي شهد الحديبية تحت لواء الإسلام.
- أم ثابت بِنْت ثعلبة: وقيل بنت جبر وهي من الأنصار الذين بايعوا النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم.
- أم جميل بِنْت أوس: وهي مرئية من قبيلة امرئ القَيْس.
- أم جميل بِنْت المُجَلَّل: هاجرت إلى الجبشة برفقة زوجها حاطب بن الحَارِث حيث توفي، وهي والدة مُحَمَّد بن حاطب، ثم تزوجت زيد بن ثابت وأنجبت له، كما أنها من المهاجرات إلى المدينة أيضاً.
- أم الحرث بِنْت عيّاش: وهي من سيدات بيني مَخْزُومِ، وقد روي عنها رؤية بُدَلة بن ورقاء راكباً جمله الأَوْرَق ويطوف بين أهل منى وهو قائلاً: “إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيام، فإنها على أيام أكل وشرب”.
- أم حَرَام بِنْت مِلْحان: الرميضاء بنت ملحان الأنصارية من بني نجار الخزرج، وهي خالة أنس بن مالك وزوجها عبادة بن الصامت.
- أم الحكم بِنْت أبي سُفْيان: وهي شقيقة أم حبيبة زوج الرسول الأكرم وشقيقة مُعاوِيَة من أبويه، أشهرت إسلامها في يوم الفتح حين نزل الوحي بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
أقوى قصص الصحابيات مع أزواجهن
كان لقصص بعض الصحابيات مع أزواجهن الدور الكبير في ترسيخ فكر التنسيق والانسجام ما بين الواجبات الزوجية وسواها الدينية، خاصّةً من اعتنقن الإسلام والزوج كافر أو لديه عادات تخالف الشرع، ومنهن:
خولة بنت ثعلبة “المجادلة”: التي نزلت فيها آيات من سورة المجادلة لخلافها مع زوجها الذي ساء خلقه وهو شيخاً هرماً منعته من نفسها حتى يحكم الله ورسوله بينهما، وعندما شكته للرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم- جاءه الوحي فقال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}.
ولخولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها- قصة مع أبو بكر وعمر رضي الله عنهما؛ إذ أبكتهما عندما زاراها بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرتهما عن حزنها لانقطاع الوحي بعد هذا، فعن أنس بن مالك: “قالَ أبو بَكرٍ بعدَ وفاةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لعُمرَ انطلِق بنا إلى أمِّ أيمنَ نزورُها كما كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يزورُها قالَ فلمَّا انتَهينا إليْها بَكت فقالا لَها ما يبْكيكِ فما عندَ اللَّهِ خيرٌ لرسولِهِ قالت إنِّي لأعلمُ أنَّ ما عندَ اللَّهِ خيرٌ لرسولِهِ ولَكن أبْكي أنَّ الوحيَ قدِ انقطعَ منَ السَّماء قالَ فَهيَّجَتْهما على البُكاءِ فجعلا يبْكيانِ معَها”، إذ إنّ محل حزنها انقطاع التواصُل ما بين السماء والأرض عبر الوحي
الغامدية: وهي صحابية من غامد أحد بطون جهينة، عرفت بالغامدية أو امرأة من جهينة، كانت الغامدية من المؤمنات بأن الإسلام يكفل النجاة من الهلاك مع التوبة عن الذنب بصدق والاستغفار منه، وقد فضّلت أن تضحي بنفسها وتتخلص من الدنيا الفانية ليقينها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ قال: “التَّائبُ من الذَّنبِ كمن لا ذنبَ له”.
ألحت الغامدية وماعز بن مالك الأسلمي على التطهر من ذنب الزنا الذي اقترفاه؛ وصدّقا ما ينويان باستعدادهما لتطبيق حكم الله “الرجم حتى الموت”، بالرغم أن فرص الهرب كانت كثيرة إلا أنّهما تيقنا بأن الله يرى صنيعهما ويطلع على سرائر أنفسهما، واعتقاداً منهما بأنّ التوبة تجبُّ ما قبلها؛ ضحَّيا بأرواحهما في سبيل الجزاء الحسن بالآخرة متناسين الخوف من حكم الشرع، وقد انتظر رسول الله الغامدية حتى وضعت وأفطمت وطبق عليها حكم الرجم، ثم صلى على جثمانها لمعاينته صدق توبتهما، لذا أمر العباد بالاستغفار للغامدية وماعزاً كونهما كانا يقظا الضمير وقد أضناهما الورع والحياء من مُلاقاة الله بما اقترفاه.
بريرة بنت صفوان: لقد كانت بريرة جاريةً لكنها طموحة وشجاعة، فلم تكبلها قيود الرِّقِّ من مواليها من بني هلال الذين باعوها جاريةً لعائشة بنت أبي بكر؛ والتي وقفت لجوارها وساندتها، ولما أتقتها بأمر النبي قرَّرت بكل شجاعة أن تتخطى ماضيها قبل الإسلام، فتخلَّصت من مغيث زوجها الهائم بحبها في طرقات المدينة، وتركته رغم وساطة النبي الأكرم والتي ترك لها معها الخيار.
في قصة بريرة الكثير من العظات والدروس في مجال الصحة النفسية وتنظيم العلاقات العائلية، فكانت بريرة صحابية تتسم بالقوة والطموح؛ إذ قررت هجر ماضيها وزوجها وأبنائها مقابل أن تندر نفسها لخدمة الإسلام ونبيه الحق -صلى الله عليه وسلم- وكذلك مولاتها عائشة أم المؤمنين، كما أنها جاهدت في سبيل الله برفقة عائشة رضي الله عنهما إذ قدمت الماء للمحاربين، وفي قصتها شواهد كثيرة عن خصال الكرم والجود والعطاء التي تحلت بها، فعاشت بريرة حتى زمن يزيد صابرةً ومحافظةً على دينها.
شاهد أيضاً: دعاء لقضاء الحاجة لمن اراد شيئا بشدة؟
قصص صحابيات مجاهدات
لقد كان في الغزوات التي قادها النبي الأكرم العديد من الصحابيات المجاهدات سواءً من زوجاته أو سواهنّ، فمن عادة النبي أن يلج حجرات نسائه ليلة الغزو ليختار منهنّ من أخرجت سهمها ليخرج بها إلى الغزو، وكان من أبرز من شاركنه الغزوات والفتوحات من الصحابيات النسوة:
أم المؤمنين عائشة: وهي عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ التَّيْمِيَّةُ القرشية، الثالثة في الترتيب بين زوجات الرسول الأكرم، وقد شاركته غزو بني المصطلق خلال السنة السادسة للهجرة.
أم سلمة: وهي هند بنت أبي أمية المخزومية إحدى زوجات الرسول، وقد شاركته صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة.
أم عمارة: وهي نسيبة بنت كعب المازنية سيدة نّجارية ومن الأنصار، شهدت مع النبي غزوة أحد في السنة الثالثة للهجرة، حيث باشرت بنفسها مع زوجها وولدها الزود والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما حضرت بيعة الرضوان في السنة السادسة للهجرة.
أم سليم بنت ملحان: وهي صحابية خزرجية من الأنصار في المدينة المنورة، شاركت برفقة زوجها أبي طلحة مع النبي صلى الله، وكانت حينها حاملاً بولدها عبد الله، فقدمت خير الأمثلة في الثبات إلى جواره -صلى الله عليه وسلم- مع من ثبتوا في ساحة القتال عند الهزيمة بدايةً.
وقد تميز في جهاد النساء بالغزوات حينها دور السقاة والمُداوين للجرحى ومقدمات العلاج للمرضى وطاهيات الطعام للجنود المرابطين.
شاهد المزيد: كيف أتوضأ
أشهر المواقف للصحابيات
سجل التاريخ الإسلامي مواقف مشرفة للصحابيات رضوان الله تعالى عنهن جميعاً، ومن أبرز تلك الصحابيات ومواقفهن ما يلي:
خديجة بنت خويلد: وهي -رضي الله عنها- أولى زوجات الرسول الأكرم، والتي عرفت بمؤازة النبي خاصةً عندما أتاها وجلاً من الوحي بغار حراء فقالت: “أبشِرْ فواللهِ لا يُخزيك اللهُ أبدًا؛ فواللهِ إنَّك لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحديثَ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقْرِي الضَّيفَ، وتُعِينُ على نوائِبِ الحَقِّ”.
أم حبيبة: هي أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان الكنانية القرشية – رضي الله عنها-، وقد اشتهرت المعادي لأبيها كونه مشركاً عندما أتاها زائراً في المدينة؛ إذ أبعدت عنه فراش الرسول لأنه مشرك، فقال: “يا بُنَيَّةُ، ما أدْري: أرَغِبْتِ بي عن هذا الفِراشِ، أَمْ رَغِبْتِ بهِ عنِّي؟ فقالت: بلْ هو فِراشُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنتَ مُشْرِكٌ نَجسٌ، قال: واللهِ لقدْ أصابَكِ بعدِي شَرٌّ، ثمَّ خرجَ حتَّى أتَى رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فكلَّمهُ، فلم يَرُدَّ عليه شيئًا”.
صحابية من بني دينار: وهي من قُتل أباها وزوجها وأخاها فأبت إلا أن تطمئن على حال النبي بعد القتال، ولما علمت سلامته هان أمر مقتل أقاربها، إذا قالت بعدما أعلموها وسألت عن النبي حتى رأته بأم العين: “كُلُّ مُصِيبَةٍ بَعدَكَ جَلَلٌ”.
أم سليم: وهي -رضي الله عنها- الصحابية ذات المواقف المأثورة العديدة، ومنها:
- قبولها الزواج من أبي طلحة إذا أشهر إسلامه وشيء دون ذلك.
- تقديمها أنس خادماً للنبي فور وصوله إلى المدينة وهو ابن 10 أعوام، وفقد عرف انس ابن مالك بخادم النبي طوال حياته وبعد وفاته، فأصابه الوافر من الخير لخدمته النبي.
- استقبالها خبر وفاة ولدها وزوجها غائب برحابة صدر وإعلامه بذلك حين أتى من سفره بروية ورضا بحكم الله، فمكنت زوجها من نفسها ثم أبلغته حتى أذا علم شكاها للنبي وقال في ذلك: “بَارَكَ اللَّهُ لَكُما في غَابِرِ لَيْلَتِكُما”.