بعد صلاة العصر هو أفضل وقت للقراءة .. لماذا ؟
لأن فيها صفاء للذهن وارتفاع مستوى الاستيعاب والتركيز.
والمقصود هنا بالقراءة أذكار المساء، حيث أجمع العلماء عن موضوع قراءة أذكار الصباح والمساء أن أذكار الصباح من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، بينما بالنسبة لأذكار المساء فتبدأ بعد انتهاء صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس.
واستدل العلماء على هذه الأوقات لما ورد من أدلة شرعية تبين مشروعية الذكر في هذه الأوقات، ومن هذه الأدلة ما يلي:
- ورد في سورة الأحزاب الآية 42: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}، والأصيل هو: الوقت بين العصر إلى المغرب.
- وقوله تعالى في سورة غافر الآية 55: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ}، الأبكار: أول النهار، والعشي: آخر النهار.
- وقد ورد في سورة ق الآية 39 أفضل وقت للذكر: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}.
ما هو الدعاء الذي يقال بعد صلاة العصر
لم يثبت في السنة النبوية المطهرة أنه هناك دعاء مخصوص كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوله بشكل مخصوص بعد الانتهاء من صلاة العصر.
وفيما يلي نورد مجموعة من الأذكار الواردة عن النبي بعد أداء صلاته بمختلف الأوقات وليس على وجه الخصوص بصلاة معينة:
- “اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت ياذا الجلال والإكرام”.
- “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون”.
- “اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ،وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر”.
- التسبيح عشراً والتحيد عشراً، بدليل ما روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “- خَصلتانِ لا يُحصيهِما رجلٌ مسلمٌ إلَّا دخلَ الجنَّةَ وَهُما يسيرٌ ومَن يعملُ بهِما قليلٌ يسبِّحُ اللَّهَ في دُبرِ كلِّ صلاةٍ عشرًا ويُكبِّرُ عشرًا ويحمدُ عشرًا فرأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعقِدُها بيدِهِ فذلكَ خمسونَ ومائةٌ باللِّسانِ وألفٌ وخَمسُمائةٍ في الميزانِ وإذا أوَى إلى فِراشِهِ سبَّحَ وحمدَ وكبَّرَ مائةً فتِلكَ مائةٌ باللِّسانِ وألفٌ في الميزانِ فأيُّكم يعملُ في اليومِ ألفَينِ وخَمسَمائةِ سيِّئةٍ قالوا وكَيفَ لا يُحصيهِما قالَ يأتي أحدَكُمُ الشَّيطانُ وهوَ في الصَّلاةِ فيقولُ اذكُر كذا وكذا حتَّى ينفَكَّ العبدُ لا يعقلُ ويأتيهِ وهوَ في مضجعِهِ فلا يزالُ ينوِّمُهُ حتَّى ينامَ”.
هل يستجاب الدعاء بعد صلاة العصر
نعم يستجاب الدعاء بعد صلاة العصر، والدعاء بعد الصلوات المكتوبة مستجاب بإذن الله تعالى.
ومن أوقات إجابة الدعاء من بعد العصر إلى غروب الشمس، وينبغي على المسلم الإكثار من الدعاء بين صلاة العصر حتى وقت الغروب من يوم يوم الجمعة، وأن يكون جالساً ينتظر الصلاة، والمنتظر في حكم المصلي.
وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أنه قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا”.
وهذا من الأوقات التي يجيب الدعاء ويتوجب على المسلم أن يتحرى الدعاء، ويحسن الظن بالله، ويكثر من توسله بأسمائه وصفاته جل وعلا، مع الحرص على الكسب الحلال والحذر من الكسب الحرام فهو من أسباب حرمان الإجابة، وليعلم العبد أن الله حكيم عليم، ولا يؤخر الإجابة إلا لحكمة.
ما حكم قراءة القرآن بعد صلاة العصر
إن قراءة القرآن الكريم بعد صلاة العصر وبكل وقت هي من الأمور المشروعة والمحببة، وهي ليست أفضل بأوقات معينة دون الأخرى مادام العبد خاشعا بقراءته لله الواحد الأحد متحرياً طاعة الله، مبتغياً مرضاته.
ويستحب للمسلم عند قراءة القرآن أن الوقت المناسب الذي يكون خشوعه فيها أكثر، وفراغه أكمل، وحضور قلبه أطيب وأكمل، هذا هو الوقت الأفضل سواء كان في الليل أو النهار.
ومما لاشك فيه أن قراءة الذكر الحكيم من العبادات عظيمة الأجر والثواب، حيث يجزي الله المسلم عليها من الأجر بكل حرف عشر حسنات.
وقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “مَن قَرأ حَرفًا مِن كِتابِ اللهِ فله حَسَنةٌ، والحَسَنةُ بعَشَرةِ أمثالِها، لا أقولُ {الم} حَرفٌ، ألِفٌ حَرفٌ، ولامٌ حَرفٌ، وميمٌ حَرفٌ”.
حكم الصلاة بعد صلاة العصر للدعاء
إن حكم الصلاة بعد صلاة العصر مكروه باتفاق العلماء، أما بالنسبة للدعاء بعد صلاة العصر مسنون مستحب.
فقد أجمع العلماء وفقهاء الدين أن الصلاة بعد العصر مكروهة بدليل ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، ولَا صَلَاةَ بَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ”.
ويرخص الصلاة في أوقات النهي ومنها بعد العصر وبدون كراهية من نسي صلاةً، أو نام عنها صلاها في الوقت الذي يذكرها فيه، وصلاة تحية المسجد، وركعتي الطواف، وكذلك سنة الوضوء، وصلاة الكسوف.
أما بخصوص صلاة النبي ركعتين من بعد صلاة العصر فهي ثابتة في السنة عن طريق أم المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها أنّ النبيَّ عليه الصلاة والسلام.
ولكن ذلك من خصائص النبي الكريم، أمّا ما يُشرَع لغيره من المسلمين فهو أن يُحرصَ على ترك الصلاة في أوقات النهي، فإذا فاتته نافلة بعذر جازَ له أن يقضيَها بعد صلاة العصر.
ورد عن أبي سلمة: “أنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنِ السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُصَلِّيهِما بَعْدَ العَصْرِ، فَقالَتْ: كانَ يُصَلِّيهِما قَبْلَ العَصْرِ، ثُمَّ إنَّه شُغِلَ عنْهمَا، أَوْ نَسِيَهُما فَصَلَّاهُما بَعْدَ العَصْرِ، ثُمَّ أَثْبَتَهُمَا، وَكانَ إذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا”.
أما بالنسبة للدعاء بعد صلاة العصر فهو من الأوقات المحببة والأخرى للمسلم أن يدعو بما ثبت عن النبي من الأذكار.
شاهد الزوار أيضاً:
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال |