أذكار قبل النوم والأمور المتبعة عند قرائتها من الأساسيات التي قام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالمداومة عليها بشكل يومي، فلابد من ذكر الله تعالى في كل ليلة، بل في كل دقيقة، ومن المؤكد أن هذه الأذكار تحفظ الإنسان من الشيطان الرجيم طوال ليلته، وعلاوة على ذلك فتقوم الملائكة بالاستغفار له حتى يستيقظ من نومه، حيث أن لها فوائد عظيمة وهي شعور الإنسان بالطمأنينة والراحة النفسية، تابع أهم التفاصيل من خلال موقع احتواء.
أذكار قبل النوم والأمور المتبعة عند قرائتها
يوجد الكثير من الأذكار التي لابد من قراءتها في كل يوم وليلة، فهي تحصن الإنسان وتمنع الشيطان من الإقتراب إلى الأشخاص المداومون على ذكرها بشكل يومي، ومن الجدير بالذكر أن الوقت المفضل للقراءة تلك الأذكار قبل النوم مباشرًا.
من أهم الآيات التي تقرأ هي خواتيم سورة البقرة، فهي تحصن الفرد طوال نومه، وقد دل على ذلك حديث قوي رؤى عن البخاري ومسلم في صحيحيهما مِن حَدِيثِ أَبِي مَسعُودٍ رضي اللهُ عنه: عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ:
«مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ».
خواتيم سورة البقرة أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ»
شاهد أيضاً: دعاء لقضاء الحاجة لمن اراد شيئا بشدة؟
ذكر عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى الفراش كان ينفث في يديه ويقرأ سورة الإخلاص والفلق والناس ثلاث مرات، ثم يمسح ما استطاع من جسده واقتداءًا بسنن رسول الله، كما لابد من اتباع السنة النبوية وفعلها عند النوم.
من أبرز الأحاديث التي نصت على فعل ذلك روى البخاري في صحيحه مِن حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد» وَ«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق» وَ«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس» ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ”.
«بِاسْمِكَ رَبِّـي وَضَعْـتُ جَنْـبي، وَبِكَ أَرْفَعُـه، فَإِن أَمْسَـكْتَ نَفْسـي فارْحَـمْها ، وَإِنْ أَرْسَلْتَـها فاحْفَظْـها بِمـا تَحْفَـظُ بِه عِبـادَكَ الصّـالِحـين».
أهم الأمور المتبعة عند قراءة الأذكار
يوجد بعض خطوات بسيطة التي لابد من التزامها ومنها التالي:
- من أول الأشياء التي تمنح الجسم الطهارة اللازمة هي الوضوء عند الإيواء للفراش.
نص على ذلك الحديث الشريف الذي رواه البراء بن عازب رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ وقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ فاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ».
- من أهم الخطوة التي تساعد على الارتياح والإحساس بطمأنينة القلب وقت النوم هو نفض الفراش قبل الذهاب إليه وذكر اسم الله عليه، كي يترك الشيطان المكان، وقد ذلك على ذلك الحديث الشريف:
حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: “إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ”. وفي رواية مسلم: “وَلْيُسَمِّ اللَّهَ، فَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ.
- يجب مراعاة النوم على الجانب الأيمن، ثم وضع اليد تحت الخد الأيمن ونص الحديث على ذلك «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ.
- وروى أبو داود في سننه مِن حَدِيثِ حَفصَةَ رضي اللهُ عنها: “أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ».
- من أهم أذكار النوم التي لابد من ذكرها هو التسبيح سبحان الله 33 مرة، الحمد لله 33 مرة، الله أكبر 33 مرة.
رؤى عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَقَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْهُ، تُسَبِّحِينَ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِكِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرِينَ اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ. فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ. قِيلَ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ» رواه البخاري ومسلم.
قراءة آية الكرسي فَذَكَرَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ» رواه البخاري، بسم الله الرحمن الرحيم «اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
في نهاية هذه الأذكار لابد من ذكر الدعاء الذي قاله الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام قال عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ» [صحيح البخاري عن أبي هريرة].
شاهد أيضاً: دعاء الاستغفار والتوبة من الذنب
ما هو حكم النوم من غير قراءة الأذكار
تعد هذه من العادات السيئة والغير مستحبة هي عدم ذكر أذكار قبل النوم، ولابد من ذكر الله تعالى حتى يحفظه من الوساوس والهواجس ومن الشيطان الرجيم.
ومن المؤكد أن المسلم عندما يذكر هذه الأذكار فإنكما يطلب من الله أن يحصنك ويحفظك بحصنه المنيع.
روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ الله تَعَالَى فِيهِ كَانَت عَلَيْهِ مِنَ اللهِ ترَة، وَمَن اضطجَعَ مُضْطَجَعًا لا يَذْكرُ الله تَعَالَى فِيهِ كَاَنتْ عَليْه مِنَ اللهِ تِرَةٌ».
تنويه هام:
- كل الأحاديث النبوية التي تم الإستناد إليها للتأكيد على أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم كلها أحاديث صحيحة وقوية لترشد جميع المسلمين على كيفية ذكر الأذكار وكيفية القيام بعملها.
- كثرة ترديد الأذكار والاستغفار يمنحان الشخص حياة هنيئة مليئة بالرضا والسعادة.
أذكار قبل النوم والأمور المتبعة عند قرائتها من العادات السليمة التي لابد من الإكثار منها والمداومة عليها وتعد هذه من الأشياء التي تساعد على محو كثير من ذنوب الإنسان.
فهو يذكر اسم الله دائمًا وتقوم بتطهير ونقاء القلب، فالمسلم هو الذي يسعى إلى فعل كل الأشياء المستحبة والتقرب إلى الله بالطاعة.