من هم أهل باب الريان وما سبب تسمية بهذا الاسم؟
باب الريان هو للصائمين، أولئك الذين يؤدون الصيام الواجب ويحافظون على ركن الإيمان بصوم رمضان.
تم التنويه إلى باب الريان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وتم تعظيم شأن الفوز بالدخول منه في يوم الحساب في عدة مناسبات، إذ جعل الله من يدخلونه عباده المخلصين في أداء فريضة صوم شهر رمضان، مما يؤكد تفضيلهم بفضل خاص من الله.
أي أنّ الله تعالى ما أوجب على هؤلاء من عباده صوم السنن والنوافل أو الكفارات أو النذور حتى يكونوا من أهل باب الرّيان الذين ما إن دخلوا منه الجنة أغلق.
- في الجنة ثمانية أبواب: يُسمى كل باب بأهله الذين قاموا بأعمال عظيمة عند الله تعالى. هناك باب للصائمين، وآخر للمحافظين على الصلاة، وباب مخصص لأهل الزكاة، إضافة إلى أبواب للمؤدّين للصدقات والحجّ، وغيرهم من أهل الأعمال الصالحة والطاعات التي أمر بها الخالق.
- من قام بأداء الفرائض وحافظ على التزامه بالطاعات، أكرمه الله بدعوى إلى أحد أبواب الجنة، باستثناء الصائمين الذين يلتزمون بأداء الصيام الواجب، فإنهم سيُدعون إلى باب الريان.
شاهد أيضاً: فائدة ذكر قصص الأنبياء السابقين مع أقوامهم
بابِ الرَّيَّانُ الدرر السنية
الصيام يتمتع بفضل عظيم، وللصائمين مكانة جليلة عند الله لا ينقطع فضلها. إذ يحرم الصائمون أنفسهم من ملذات الدنيا خلال صيامهم، فأكرمهم الله وأفضل عليهم بالعطاء من وسع كرمه، متفضّلاً عليهم بمنحهم باب الريان بمكرمته.
حدثنا الصحابي سهل بن سعد السّاعدي أنّ رسول الله الأكرم -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ”.
روى الصحابي سهل بن سعد الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله اصطفى الصائمين لأداء الفريضة، ومن أعانهم على النوافل وزاد في صومهم. وأكد نور الهدى عليه الصلاة والسلام أن باب الريان مخصص فقط للصائمين، بفضل خاص من الله. فهم يُكرَمون بأن يُدعون إلى هذا الباب، حيث يسعون للريّ من العطش، ويدخلون الجنة بسهولة ويسر، دون تزاحم على أبوابها الواسعة التي تشملها كرم الله وبطشته.
دخول الصائمين من باب الريان يُعد تشريفًا لهم ورفعة لمقامهم، متفضّلًا عليهم عن غيرهم. يوم القيامة سينادى على الصائمين “أين الصائمون؟” لينهضوا بين الناس ويظهروا أمام الجميع في المحشر، ليدخلوا من الباب الذي خصّهم الله به. وبمجرد دخولهم إلى الجنة عبر هذا الباب، يُغلق خَزَنَة الجنة، حتى لا يدخله أحد غيرهم، وهذا ما أكده نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضاً: قصص حقيقية عن معجزات الدعاء : تغيير من حال لحال
لماذا سمي باب الريان بهذا الاسم
سمي باب الريان بهذا الاسم مِن الرِّيِّ الذي يرتويه الصائم بعد العطش.
الري في اللغة العربية يعني إطفاء العطش بما يرويه، وهو ضد الجوع. تسمية باب الريان للصائمين كانت خيارًا موفقًا؛ لأنها تمثل أفضل جزاء على تحملهم العطش والجوع.
الله تبارك وتعالى خصّ الصائمين بباب من أبواب جنته يُدعى الريان، كجزاء لهم على ثباتهم في الطاعة. أهل العلم أكدوا أن الله اشتق اسم الريان من الري دون الجوع؛ لأن الري هو الأشد على المؤمن، مما يجعلهم مستحقين لهذا التكريم.
هل يجوز تسمية ريان
نعم؛ فالريّان اسم من الجنّة ولا مانع من التسمية به.
أكد الله من خلال رسوله الكريم أن للجنة ثمانية أبواب، ومنها باب الريان المخصص للصائمين. في الدين الإسلامي، لا يوجد ما يمنع من تسمية الأبناء بهذا الاسم؛ إذ يعتبر اسمًا عربيًا مذكرًا يعبر عن الامتلاء، مع أشكال مؤنثة مثل ريانة أو ريا. ولا يوجد في الشريعة الإسلامية أي تحريم أو كراهية شرعية لاستخدامه كاسم.
الضابط الشرعي في اختيار أسماء الأبناء ينصب على تجنب الأسماء التي نهى عنها الشرع لأنها تتعارض مع أسس الدين والعقيدة، مثل التسمية باسماء الله الحسنى، أو التسمية بصفات معرفة بأل، أو التعبد لغير الخالق عز وجل.
ينبغي للمؤمنين أن يتجنبوا تسمية أبنائهم باسماء تحمل معانٍ سلبية أو تعتبر غير محترمة، أو تثير الانزعاج أو تؤدي إلى تشويه الشخصية. هذه الضوابط تأتي لتنقية النفس وتحسينها. بالتالي، يجب أن يلتزم المسلمون بهذه الأسس، ويجوز لهم تسمية أبنائهم بأسماء أخرى غير الممنوعة شرعًا.
ومن الأمور المحبذة في التسمية، استخدام أسماء الأنبياء والصالحين من السلف الصالح، رضي الله عنهم وأرضاهم. هذا يعبر عن رغبة في التشبه بأفعالهم وأخلاقهم، داعين بذلك إلى الاقتداء بنموذجهم الحسن في الحياة والعمل.