مع اقتراب حلول عيد الأضحى، وهو يوم الحج الأكبر إذ يقوم فيه المسلمون بسنة ذبح الأضحية تقربًا إلى الله عز وجل، وهناك سؤال في غاية الأهمية يتم طرحه ألا وهو ما هو حكم عدم ذبح الاضحية .. ما هي شروط الأضحية والأضحية هي ما يتم ذبحه من الأغنام خلال عيد الأضحى المبارك، وقد أورد العلماء حكم هذا الأمر، ومن خلال موقع احتواء سنعرض حكم ترك ذبح الأضحية.
ما هو حكم عدم ذبح الاضحية .. ما هي شروط الأضحية
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة، بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض ، فطيبوا بها نفسا). رواه الترمذي، وابن ماجة.
يخبرنا النبي في هذا الحديث أن أصل العبادات في يوم العيد إراقة دم القربان، وأنه يأتي يوم القيامة كما هو دون نقصان أي شئ منه، حتى يؤجر المضحي على كل عضو منها.﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة الحج (37).
شاهد المزيد: هل رفع اليدين في تكبيرة الإحرام من سنن الصلاة الفعلية
ما هو حكم عدم ذبح الاضحية
هناك قولين تم ذكرهما من قِبل العلماء فيما يتعلق بحكم عدم ذبح الأضحية، القول الأول هو أنها سُنة مؤكدة وهو رأي الجمهور، والقول الثاني أدلى بوجوبها، وهو رأي الليث والأوزاعي، وإحدى الروايتين عن أحمد، ومذهب أبي حنيفة، واستدل القائلين بالوجوب بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ وَجَد سَعَةً فلم يُضَحِّ فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنا“.
بينما استدل الجمهور بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ“، كما استدلوا كذلك بما صح عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما كانا لا يضحيان، خوفًا أن يظن أن الأضحية واجبة، وصرح الكثيرين بعدم الوجوب، بأنه يكره تركها للقادر.
الحكمة من تشريع الأضحية
شرع الله عز وجل لعباده الأضحية لحكم عظيمة، ومن أبرزها ما يلي:
- للتقرب من الله عز وجل، ونيل عظيم الأجر والثواب، ومغفرة الذنوب.
- شكر الله عز وجل على نعمه المتعددة التي لا تحصى، والتي رزق بها عباده.
- إحياء لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وذلك عندما أمر الله عز وجل بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، ثم افتداه الله بذبح عظيم جزاءً له لالتزامه بأوامره.
- التزامًا بأمر الله عز وجل، وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ ضحى الرسول عنه، وعن أهل بينه وأمته بكبشين أقرنين.
شاهد المزيد: بعد صلاة العصر هو أفضل وقت للقراءة .. لماذا ؟
ما هي شروط المضحي
شروط المضحي أو الأضحية في الإسلام تحددها الشريعة الإسلامية، وتشمل عدة نقاط أساسية يجب أن تتوافر في الحيوان المُخصص للذبح. إليك الشروط الأساسية:
- الإسلام: فغير المسلم غير مكلف بالأضحية.
- الحياة: يجب أن يكون الحيوان حيًا عند الذبح، ولا يقبل ذبح الحيوان الميت.
- الحرية: العبد المملوك المسلم العاقل غير مكلف بالأضحية.
- الصحة: ينبغي أن يكون الحيوان سليمًا من أي عيوب تمنع صحة الذبح، مثل العمى الكامل أو العيوب الجسدية الشديدة التي تؤثر على قدرة الحيوان على الاستفادة من حياته.
- العقل: المسلم الغير عاقل غير مكلف بالأضحية.
- البلوغ: عند الشافعية يُعد البلوغ شرطًا من شروط المُضحّي، ولكن عند المالكية فهي لا تعتبر شرطًا.
- النوعية: يجب أن يكون الحيوان من الأنواع التي تجوز ذبحها في الشريعة الإسلامية، مثل الأغنام (الخرفان والماعز) والبقر.
- القدرة المالية: يرى المالكية أن القدرة المالية تكون في ثمن الأضحية في حال عدم الحاجة إليها، بينما يرى الحنابلة أن القادر هو من يستطيع الحصول على ثمن الأضحية، حتى لو استدان تكلفتها، فقط لو علم بقدرته على سداد الدين.
- الذبح بالطريقة الشرعية: يجب أن يُذبح الحيوان بالطريقة الشرعية التي تشمل تسمية اسم الله عليه وقطع الحلقين (الوريدان الرئيسيان)
- ألا يكون المضحي حاجًا: اشترط أصحاب المذهب المالكي ألا يكون المُضحّي حاجًا، وذلك من باب التخفيف عنه، ولكن باقي المذاهب لا تُعد ذلك شرطًا.