فوبيا سرة البطن: خوف مرضي غير منطقي من سرة البطن

فوبيا سرة البطن: خوف مرضي غير منطقي من منطقة صغيرة في الجسم

مقدمة:

يواجه الإنسان أنواعًا متعددة من المخاوف، منها ما هو منطقي ومبرر، ومنها ما يصنّف ضمن الفوبيا، أي الخوف المرضي غير العقلاني. ومن بين أغرب أنواع الفوبيا التي ظهرت وتوثقت في الطب النفسي، هناك ما يُعرف بـ فوبيا سرة البطن أو ما يُطلق عليه علميًا “Omphalophobia”. ورغم بساطة الموضوع من الخارج، إلا أن هذه الفوبيا يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية والاجتماعية للمصاب بها.

1. ما هي فوبيا سرة البطن؟

هي نوع نادر من أنواع الفوبيا، يُعرّف بأنه خوف مفرط وغير عقلاني من سُرّة البطن، سواء كانت سرة الشخص نفسه أو سُرّة الآخرين.
قد يشعر المصاب بالاشمئزاز أو الخوف الشديد عند رؤية السرة أو حتى التفكير بها.
يمكن أن تصل الحالة إلى نوبات هلع، تعرق مفرط، أو رغبة شديدة في الهروب من الموقف.

2. الأعراض الشائعة:

تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكنها عادة تشمل:

القلق أو الذعر عند رؤية أو لمس السرة.
غثيان أو ضيق في التنفس عند التفكير في تنظيف السرة أو عند رؤيتها في الصور أو الفيديو.
تجنب ارتداء الملابس المكشوفة مثل التي تُظهر البطن.
العزلة الاجتماعية نتيجة الخوف من أن تُكشف السرة في موقف ما.
في بعض الحالات، يتجنب المصاب حتى الاستحمام أو لمس بطنه أثناء النظافة الشخصية.

3. أسباب فوبيا سرة البطن:

لا توجد أسباب مؤكدة، لكن هناك بعض العوامل المحتملة:

تجارب سلبية في الطفولة، مثل حادث أو تعليق ساخر يتعلق بالسرة.
مشاهد صادمة أو مقززة تتعلق بالسرة (كالصور الطبية أو العمليات).
اضطراب الوسواس القهري أو أنواع أخرى من القلق النفسي.
نقص الوعي الجسماني، حيث يشعر البعض بنفور من فكرة أن السرة كانت رابطًا جسديًا بالحبل السري.

4. الآثار النفسية والاجتماعية:

رغم أن هذه الفوبيا قد تبدو بسيطة، إلا أنها قد تؤثر بشكل واضح على:

الثقة بالنفس، خاصة لدى المراهقين والشباب.
العلاقات الزوجية أو الحميمية، بسبب تجنب لمس أو رؤية سرة الطرف الآخر.
الصحة العامة، نتيجة إهمال النظافة الشخصية للبطن خوفًا من ملامسة السرة.
الراحة اليومية، إذ يحرص البعض على ارتداء ملابس معينة فقط لتغطية هذه المنطقة.

5. طرق العلاج والتعامل:

لحسن الحظ، يمكن علاج فوبيا سرة البطن بعدة طرق فعالة، منها:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد المريض على تحدي الأفكار السلبية والتدريج في مواجهة المخاوف.
العلاج بالتعرض التدريجي: حيث يتم تعريض المصاب للسرة أو صورها بطريقة متدرجة وتحت إشراف طبيب.
تقنيات الاسترخاء والتنفس، للسيطرة على نوبات القلق.
الدعم النفسي من الأهل والأصدقاء، وفهم أن هذا النوع من الفوبيا ليس “غريبًا” بل حالة نفسية حقيقية.
في بعض الحالات، يمكن أن يُوصَف للمريض دواء مضاد للقلق بشكل مؤقت لمساعدته خلال مراحل العلاج.

خاتمة:

قد تبدو فوبيا سرة البطن غريبة وغير مألوفة، لكنها واقع يعيشه عدد من الأشخاص حول العالم. ومثلها مثل أي نوع من أنواع الرهاب، فهي قابلة للعلاج إذا توفرت الرغبة في المواجهة والدعم المناسب. من المهم أن نتعامل مع هذه الحالات بتفهّم لا بسخرية، لأن الألم النفسي الذي تسببه حقيقي، مهما بدا السبب بسيطًا في أعين الآخرين. الوعي والتقبّل هما أول خطوات العلاج.