لقب موسى عليه السلام بكليم الله
نعم، لُقب موسى عليه السلام بـ كليم الله لأن الله اصطفاه وحدثه مباشرة كما قال –عز وجل-: “يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي” [الأعراف: 144]، وأيضا قوله تعالى: “إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا* وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا* رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا” [النساء: 163-164].
معنى كليم الله
كليم الله هو لقب النبيّ موسى عليه السلام؛ لأن الله كلمه.
لقب “كليم الله” يُنسب إلى النبي موسى عليه السلام لأنه كان يتلقى كلام الله مباشرة. في معجم المعاني العربية، يُفهم مصطلح “كليم الله” على أنه الشخص الذي يتلقى الحديث المباشر من الله، وهذا ينطبق على موسى عليه السلام. فقد اختاره الله وميّزه عن باقي الرسل، وتحدث إليه مباشرة كما جاء في قوله تعالى: يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي” [الأعراف: 144].
شاهد المزيد: قصة لقمان الحكيم ووصاياه لابنه؟
لماذا لقب موسى بكليم الله
لقب موسى بـ “كليم الله” يعود إلى أن الله سبحانه وتعالى اختاره واصطفاه ليكون نبيًا يتلقى كلامه مباشرةً دون أي وساطة.
عندما نتناول لقب نبي الله موسى عليه السلام، وهو “كليم الله”، ينبغي أن نبحث في معنى هذا اللقب وسبب تمييزه بهذا الاسم. فقد ذُكرت قصص جميع الأنبياء في القرآن الكريم، حيث تبين أن الرسائل كانت تُوصل إليهم بوسائل مختلفة، غالبًا عبر الوحي بواسطة سيدنا جبرائيل عليه السلام، أي أن الله كان يتحدث إليهم من وراء حجاب. كما يقول تعالى: “وَ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ” [الشورى: 51].
وقال الله عز وجل: “تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ” [البقرة: 253]. وقد اختار الله سبحانه وتعالى نبي الله موسى عليه السلام ليقوم بدعوة بني إسرائيل إلى توحيد الله، ويهديهم إلى عبادة الله وحده، ويأمرهم بترك الشرك. كما كلفه بدعوة فرعون وقومه للتخلي عن عبادة الأوثان
يُشير إلى ذلك قوله تعالى: “وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً” [النساء: 164]، وكذلك قوله: “إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَ بِكَلَامِي” [الأعراف: 144].
بماذا كلم الله موسى
عند وصول موسى -عليه السلام- إلى جبل الطور، تحدث الله تعالى إليه بعدة أمور هامة، والتي يمكن تلخيصها كالتالي:
- أوضح الله تعالى لموسى أنه اختاره وفضّله على الناس، مما يستوجب عليه الاستماع إليه والتقيد بما سيقوله الله عز وجل.
- أكد الله تعالى لموسى أنه الخالق الوحيد لهذا الكون، ويجب عبادته بإخلاص دون إشراك أي أحد معه.
- أمره الله تعالى بإقامة الصلاة والمواظبة على ذكره، لأن الله وحده يستحق العبادة.
- أفاده الله تعالى بأنه قد أخفى موعد قيام الساعة عن البشر، وأنه وحده يعلم متى ستحدث، وذلك ليبقى الإنسان دائم اليقظة والاستعداد، وتحديد الله ليوم القيامة للحساب.
- حذره الله من الاستماع إلى الكفار الذين يصدون عن سبيله، وأوضح له أن اتباعهم يؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة.
- أمره الله تعالى بدعوة قومه إلى الإيمان بتوحيده وترك عبادة الأصنام التي لا قيمة لها ولا تنفع.
شاهد المزيد: أهم أعمال علي بن أبي طالب | صفات علي بن أبي طالب
أين كلم الله موسى
في عدة أماكن؛ عند جبل الطور، وعند الميقات الموعود قد جاءت التفاسير بأن الله تعالى كلّم موسى مرتين.
كلم الله تعالى موسى -عليه السلام- بصوت حقيقي يصل إلى مسامعه عند جبل الطور، الواقع في سيناء من أرض مصر. هذا الجبل هو المكان الذي حدث فيه الحوار الإلهي مع موسى، حيث نودي من جانبه الأيمن. وتدعم النصوص القرآنية هذا الحدث، كما في قوله تعالى: “وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا” {مريم: 52}. وأيضاً في قوله: “وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن” {المؤمنون: 20}، وأيضاً في قوله: “والتين والزيتون* وطور سينين” {التين: 1-2}.
شاهد المزيد: آثار ابن سینا ومعلومات عن ابن سينا مختصرة
في الختام، إن لقب “كليم الله” الذي أُطلق على موسى عليه السلام يعكس المكانة الرفيعة التي حظي بها لدى الله تعالى، حيث اختصه الله بميزة التواصل المباشر معه، وهو شرف لم يُمنح لغيره من الأنبياء. هذا اللقب يبرز عظمة الرسالة التي حملها موسى، ويؤكد على العلاقة الفريدة بينه وبين خالقه. إن هذا التشريف يعكس عمق الثقة التي منحها الله لموسى في قيادة بني إسرائيل وتوجيههم إلى عبادة الله وحده، مما يجعل قصته مثالاً يحتذى في الطاعة والإخلاص لله.