كيف تعلم سيدنا سليمان منطق الطير
كيف تعلم سيدنا سليمان منطق الطير ؟ علم سليمان عليه السلام منطق الطير وهو الطريقة التي تتخاطب بها مع بعضها البعض .
بعض المفسرين يرون أن سليمان عليه السلام كان يفهم ما في ضمائر الحيوانات وكان يعلم عن طريق الإلهام من الله عز وجل، دون أن يسمع صوتها بنفسه. وهناك أقوال أخرى تذكر أن ملكًا كان يخبره بذلك، ولكن الحقيقة هي أن معرفة سليمان عليه السلام بمنطق الطير ولغة النمل كانت معجزة خارقة للعادة أعطاها الله له.
قصة سيدنا سليمان في القرآن
قال الله تعالى في سورة النمل: “وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ”.
المعنى الذي يراد من “ورثه” هو أن سليمان عليه السلام ورث الملك والنبوة من أبيه داوود، على الرغم من أن داوود كان له أبناء آخرون بغير سليمان. والنبي صلى الله عليه وسلم أكد أن الأنبياء لا يورثون مالًا، كما جاء في حديثه “لا نورث ما تركنا فهو صدقة”، مما يدل على أن سليمان لم يرث ممتلكات مادية، بل ورث مقام الملك والنبوة من والده عليهما السلام.
قد كان سليمان عليه السلام يتكلم بلغة الطيور ويفهم مقاصدها، وذكر ابن كثير في كتابه أنه رأى سليمان عليه السلام طائرًا يدور حول أنثى، فسأل أصحابه إن كانوا يفهمون ما يقول. فأجابهم سليمان عليه السلام بأنه كان يتغنى لنفسه، ويقول للأنثى: “أزوجيني، أسكنك في أي غرفة من دمشق تشئين”.
قال سليمان عليه السلام لأصحابه إن غرف دمشق مبنية من الصخور ولا يسكنها إلا الكاذب. بعض المفسرين يرون أن سليمان عليه السلام كان موهوبًا بفهم لغات جميع المخلوقات، استنادًا إلى قول الله تعالى: “وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ”. الله عز وجل أعطاه سليمان عليه السلام كل ما يحتاجه من أدوات وأعداد وجنود، وجماعات من الجن والإنس والوحوش والطيور، ومن العلوم وطرق التعبير، حتى كان يدرك ما في ضمائر المخلوقات، سواء تكلموا أم صمتوا.
شاهد أيضاً: إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف
قصة النبي سليمان مع النمل
- ذكر ابن كثير أن سليمان عليه السلام خرج ذات يوم مع جيوشه الثلاثة من البشر والجن والطيور، فكان الجن والإنس يمشون معهم، وكانت الطيور تظلهم بأجنحتها من الحر، حتى لا يتقدم أحد أو يتأخر عن موضعه.
- وأثناء مسيرهم مروا على وادي النمل، فقالت نملة لأصحابها من النمل: “ادخلوا مساكنكم لئلا يحطمنكم سليمان وجنوده”.
- فهم سليمان عليه السلام ما خاطبت به النملة قومها، فابتسم وأبدى على وجهه السرور والاستبشار لرأيها السديد الذي أشارت إليه على أصحابها، ولم يكن غيره على علم بهذا الحديث.
- ويقول بعض الناس إن الدواب كانت تنطق وتخاطب الناس قبل عهد سليمان عليه السلام، ولكن هذا الحديث يبرز مزية خاصة لسليمان عليه السلام عندما فهم لغة النمل، وطلب من الله عز وجل أن يجعله من الشاكرين على هذه النعم والمزايا التي خصه بها.
قصة سيدنا سليمان مع الهدهد
- ذكر ابن كثير أن الله عز وجل سخر لسليمان عليه السلام طيورًا من كل الأنواع لتنفذ أوامره، ومنها كان الهدهد الذي كانت مهمته في جيش سليمان عليه السلام البحث عن الماء في مناطق الأرض. عندما يكتشف الهدهد مكان الماء، يدل الجنود عليه ليقوموا بحفره واستخراجه.
- في إحدى المرات، لم يجد سليمان عليه السلام الهدهد في الموضع المعتاد له، فتوعده بالعقاب أو الذبح إذا لم يكن لغيابه سبب مبرر.
- لكن الهدهد لم يغب طويلاً، وعاد ليخبر سليمان عليه السلام أنه تجول في بلاد اليمن، حيث كانت تحكم سيدة تُدعى بلقيس بنت السيرح بعد وفاة أبيها. كانت بلقيس موهوبة بالغنى والقوة، وكانت تعبد الشمس كافرةً، هي وقومها.
- سليمان عليه السلام قرر إرسال كتاب إليها بواسطة الهدهد، يدعوها إلى عبادة الله الواحد. ذهب الهدهد إلى بلقيس وألقى الكتاب إليها، وانتظر رد فعلها.
- بلقيس جمعت وزرائها لتستشيرهم حول الكتاب الذي ألقي إليها، ونصحها مستشاروها أن الذي أرسل الكتاب قوي وقد يسعى للسيطرة على مملكتها. قررت بلقيس أن ترسل هدايا لسليمان وتنتظر رده.
- أرسلت بلقيس هدايا ضخمة، لكن سليمان عليه السلام لم يقبلها لأن بلقيس وقومها كانوا كافرين. أخبر الرسل أنه سيبعث لهم جنودًا لا يستطيعون مواجهتهم.
- عندما سمعت بلقيس برده، قررت أن تذهب إلى سليمان عليه السلام لتسمع كلامه بنفسها. عندما علم سليمان عليه السلام بقدومها، طلب من الجن أن يحضروا له عرشها قبل وصولها.
- قام أحد العلماء من بني إسرائيل وقال إنه سيأتي بعرشها قبل أن تبصرها، وطلب منه سليمان أن يضلله قليلاً.
- عندما دخلت بلقيس، سألت عن العرش، وردت بأنها تظن أنها قد فقدته أثناء رحلتها إلى بيت المقدس. أمر سليمان ببناء قصر من زجاج يحتوي على ماء وأسماك، وأمر بإدخالها إليه.
شاهد أيضاً: من هم أهل باب الريان وما سبب تسمية بهذا الاسم؟
قصة سليمان مع الجن
كان سليمان عليه السلام يتجرد في بيت المقدس، حيث يمكث أحيانًا لسنة وسنتين، وأحيانًا لشهرين أو أقل أو أكثر. في أحد الأيام دخل محرابه ومات وهو متكئ على عصاه، وكانت الشياطين تخدمه وتخاف أن يتوقفوا عن العمل خشية عقابه.
أرسل الله عز وجل دابة الأرض لتأكل عصاه، حتى وصلت لجوف العصا وأصبحت ضعيفة وثقيلة عليها الجسد، فسقطت العصا وعلم الجن أنه مات. كان قد مات قبل سنة، وأدرك الناس بذلك أن الجن والشياطين لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بموت سليمان عليه السلام.