احكام اسلامية

هل رفع اليدين في تكبيرة الإحرام من سنن الصلاة الفعلية

هل رفع اليدين في تكبيرة الإحرام من سنن الصلاة الفعلية

نعم، رفع اليدين في تكبيرة الإحرام هو من السنن المستحبة التي ثبت فعلها للنبي صلى الله عليه وسلم.

فعن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه ثم كبر، فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود.

وهي تعد من السنن الفعلية التي رواها الصحابة في صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام.

وهذه السنن لا تبطل الصلاة بعدم الإتيان بها ولا تؤثر بصحة الصلاة وتؤثر على حرمان أجر السنة بعكس واجبات الصلاة القولية والفعلية فهي تسقط بالنسيان ويجبرها سجود السهو، أما الركن لا يسقط عمدًا أو سهوًا ولابد من الإتيان به.

وأركان الصلاة هي أربعة عشر ركنًا لصحة الصلاة فبدون ركن واحد تبطل الصلاة وهم على الترتيب:

  • القيام للقادر.
  • تكبيرة الإحرام “الله أكبر”.
  • قراءة سورة الفاتحة.
  • الركوع، وأدناه أن ينحني بحيث يمس ركبتيه بكفيه، وأكمله أن يجعل ظهره مستويًا.
  • الرفع من الركوع.
  • الاعتدال قائمًا.
  • السجود، وأدناه وضع جزء من كل عضو على الأرض، وأكمله تمكين الجبهة والأنف والكفين والركبة وأطراف أصابع القدمين محل السجود وموضعه.
  • الرفع من السجود.
  • الجلوس بين السجدتين.
  • الطمأنينة في كل ركن.
  • التشهد الأخير.
  • الجلوس لقول التشهد الأخير والتسليمتين.
  • التسليمتان بقوله مرتين السلام عليكم ورحمة الله، ويكفي في النقل تسليمة واحدة وكذلك صلاة الجنازة.
  • ترتيب الأركان هو أهم ركن فلو تم السجود قبل الركوع تبطل الصلاة إذا كان عامدًا وإذا كان ناسيًا لزمه الرجوع للركوع ثم السجود.

وواجبات الصلاة التي تسقط بالنسيان ويجبرها سجدة السهو هي:

  • التكبير في غير الإحرام.
  • قول: سمع الله لمن حمده سواء الإمام أو المصلي المنفرد.
  • قول: ربنا ولك الحمد عند الرفع من الركوع.
  • سبحان ربي العظيم تقال مرة عند الركوع.
  • قول: سبحان ربي الأعلى مرة في السجود.
  • رب اغفر لي وهي تقال بين السجدتين.
  • التشهد الأول.
  • الجلوس للتشهد الأول.

شاهد المزيد: بعد صلاة العصر هو أفضل وقت للقراءة .. لماذا ؟

ما صفة رفع اليدين عند التكبير في الصلاة

ولما ثبت أن رفع اليدين عند التكبير في الصلاة هي سنة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيتساءل البعض عن صفة رفع اليدين، والصحيح انها تكون حذو المنكبين، وفي رواية أخرى أنها من عند فروع الأذنين.

هل رفع اليدين في تكبيرة الإحرام من سنن الصلاة الفعلية
هل رفع اليدين في تكبيرة الإحرام من سنن الصلاة الفعلية

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: “رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يُكَبِّرُ لِلرُّكُوعِ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَيَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَلاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ”.

وجاء عن مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ: “أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْه ….”

وبناء على هذا فقد اختلف العلماء في صفة رفع اليدين لاختلاف الروايات ولكن ذهب البعض إلى أن المقصود بالرفع حذو المنكبين هي أن تكون راحة اليد تحاذي المنكبين أي الكتف، وهو القول الذي ذهب إليه سيدنا عمر ابن الخطاب وابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم، وبه قال الإمام الشافعي ومالك وأحمد.

فلا اختلاف بين الحديثين حيث أنه يكون راحة يده حذو المنكبين فيكون بداية يده أي أصابعه عند الأذنين بالفعل.

وقد قال الإمام أبو حنيفة أنه يكون حذو أذنيه، وعن الإمام أحمد قال: أنه يتخير بينهما ولا فضيلة لأحدهما على الآخر، وقال الألباني: هذا هو الحق فالكل سنة، وهذا الرأي قد مال إليه الكثير من العلماء والمحققين.

شاهد المزيد: ما هو حكم الاغاني في الإسلام

مواضع رفع اليدين في الصلاة بالصور

  • عند تكبيرة الإحرام.
  • عند الركوع والرفع من الركوع.
  • القيام من التشهد الأول.

نرى الكثير من الناس يرفعون أيديهم بصفة مستمرة طوال الصلاة، أو لا يرفعون أيديهم في الصلاة تمامًا وهذا لا يبطل أو يؤثر في صحة الصلاة ولكن لا يحدث بذلك السنة فيُحرم أجر السنة التي لم يتبعها.

ونحن أمة مأمورة بالتأسي بنبيهم صلى الله عليه وسلم كما جاء في قوله تعالى: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ” لذلك فنحن نتعلم صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام ومواضع رفع اليد في الصلاة.

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم برواية خمسين من الصحابة أنه كان يرفع يديه في تلك المواضع الأربعة من حديث ابن عمر وغيره من الصحابة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع، ولا يفعل ذلك في السجود.

قال ابن القيم في زاد المعاد: “وروى رفع اليدين عنه في هذه المواطن الثلاثة نحو من ثلاثين نفساً، واتفق على روايتها العشرة، ولم يثبت عنه خلاف ذلك البتة، بل كان ذلك هديه دائماً إلى أن فارق الدنيا”

عند تكبيرة الإحرام: رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام سنة عن النبي باتفاق المذاهب الأربعة: الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية.

ودليل ذلك أنه عن سالم بن عبدالله عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبية إذا افتتح الصلاة …..”

عند الركوع والرفع من الركوع: رفع اليدين فيهما سنة وقال بها أكثر العلماء والصحابة وهو ما اختاره الشيخين ابن باز وابن عثيمين وهو مذهب الشافعية والحنابلة والمالكية.

هل رفع اليدين في تكبيرة الإحرام من سنن الصلاة الفعلية
هل رفع اليدين في تكبيرة الإحرام من سنن الصلاة الفعلية

 

القيام من التشهد الأول: عن أبي حميد الساعدي أنه قال: “ثم إذا قام مِن الرَّكعتينِ كبَّرَ ورفَع يدَيْه حتَّى يحاذيَ بهما مَنْكِبَيْهِ كما كبَّرَ عند افتتاحِ الصَّلاةِ…”

ورفع اليدين بعد التشهد الأول مندوب في قول الشافعية والنووي وهو ما اختاره ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين.

 

هل رفع اليدين في تكبيرة الإحرام من سنن الصلاة الفعلية
هل رفع اليدين في تكبيرة الإحرام من سنن الصلاة الفعلية

 

شاهد المزيد: كيف أتوضأ

هل يجوز رفع اليدين مع كل تكبيرة

 لا يجوز رفع اليدين مع كل تكبيرة لأن هذا ليس من صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام.

لم يصح عن الصحابة أو يثبت عن النبي أن أحد رفع يديه في كل خفض ورفع مع كل تكبيرة، بل الصحيح التكبير في كل خفض ورفع عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ”، وقال الترمذي عقبه: ” حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَغَيْرُهُمْ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ التَّابِعِينَ وَعَلَيْهِ عَامَّةُ الْفُقَهَاءِ وَالْعُلَمَاء”.

وإنما رفع اليدين فهو يقصر على المواضع الثلاثة أو الأربعة التي تم ذكرهم في حديث ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه ثم كبر، فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود.

حكم رفع اليدين في الصلاة في غير موضعها

بين لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث سالف الذكر، المواضع التي يجب فيها على المسلم أن يرفع فيها اليدين مع التكبير، حيث بين لنا أن رفع اليدين يكون بحذى المنكبين عند تكبيرة الإحرام التي يدخل بها المسلم في صلاته، وإذا كبر المسلم بعدها للركوع يرفع يده، وإذا رفع رأسه من الركوع وكبر رفع يديه كذلك، وعند القيام بعد التشهد الأول يكبر ويرفع يديه.

أما غير تلك المواضع فلا يجوز للمسلم أن يرفع فيها يده لأن ذلك لم يرد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بوجه من الوجوه، وعلى كل مسلم أن يتحرى اتباع النبي في كل حاله، وألا يزيد على ما أمر به رسول الله خاصة فيما يتعلق بالعبادات.

بعد معرفة حكم رفع اليدين في تكبيرة الاحرام، يجب علينا أن نعلم بأن سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي مفتاح النجاة في الدنيا والآخرة، لأن في ذلك تمسكًا بدين الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى