بعض الأطفال يحبون المذاكرة بطبيعتهم بينما يكرهها الكثيرون، لذا فإن مساعدة الأطفال ممن يعانون من ضعف المهارات الدراسية قد يفيدهم بدرجة كبيرة، كما يسهّل الأمر على المعلمين ليتمكنوا من متابعة طفلك بصورة أفضل، كما يمكن اتخاذ عدد من الخطوات الاستباقية لمساعدة طفلك على تطوير عادات ومهارات دراسية أفضل. نوردها فيما يلي:
لماذا ندرس؟
قد يشعر طفلك بأن الدراسة شىء غير حقيقي وغير مجدٍ وممل ولا يعرف إلى أين تقوده، لذا يجب أن توضحي له بأكثر من طريقة الهدف من الدراسة.. مثلا تحدثي معه حول الأفق الذي يمكن أن يفتحه العلم في عقولنا وكيف يحسّن ذلك من فرصنا في المستقبل، ويمكّننا من القيام بالأشياء التي نرغب في القيام بها فيما بعد.
استراتيجيات تجعل ابنك يحب مذاكرة دروسه نصائح مجربة
يسعى الآباء والأمهات إلى توفير بيئة إيجابية ومحفزة لتعلُّم أبنائهم؛ إذ إنَّ تحفيز ابنك للانخراط في دراسته بشكل فعال قد يكون مفتاحاً لتحقيق نجاحه الأكاديمي وتطوير حبه للمعرفة، كما يتعين عليك أن تعتمد تقنيات فعالة لتحفيز ابنك وجعل تجربة المذاكرة ممتعة وملهمة، وفي هذه الفقرة سنقدِّم استراتيجيات تجعل ابنك يحب مذاكرة دروسه:
1. جدولة المهام:
تؤدي جدولة المهام دوراً هاماً في تحقيق توازن صحيح بين النشاطات المختلفة لدى الطفل، بدءاً من الدراسة ووصولاً إلى فترات اللعب وتناول الطعام، فهذا الإطار الزمني المنظم يؤدي دوراً هاماً في تمكينه من تحقيق أهدافه الأكاديمية، وفي الوقت نفسه يمنحه فترات من الراحة التي تحافظ على تركيزه ونشاطه، وتجعله أيضاً قادراً على الاستمتاع بنشاطاته دون تشتُّت.
من الهام أن يتم تنظيم وقت الدراسة بعناية، فليس الهدف الرئيس هو زيادة عدد الساعات المخصصة للمذاكرة؛ بل التركيز على جعل عملية التعلم منتظمة وفعالة، ويُفضَّل تشجيع الطفل على المشاركة في جدولة المهام؛ إذ يكون لديه دور في تحديد أوقات الدراسة بمساعدة بعض الملاحظات والتوجيهات.
لضمان عدم تراكم الدروس، يجب تحديد مواعيد محددة للدراسة لكل مادة على حدة، مع التأكد من معرفة الطفل بمواعيد اختباراته، ويمكن تقديم المساعدة عند إعداد جداول زمنية محددة لتحقيق التوازن بين المراجعة والاستعداد للاختبارات، وقد يكون طرح بعض الأسئلة أو إجراء اختبارات تدريبية أيضاً وسائل فعالة لدعم الطفل خلال فترة المذاكرة.
شاهد أيضاً: أهمية الدورات التدريبية في تطوير الذات
2. تقديم مكافأة تشجيعية:
يُعَدُّ تشجيع ابنك في مراحله المبكرة على الدراسة أمراً ضرورياً، ويمكن تعزيز هذا التشجيع عن طريق تقديم مكافآت تجعل ابنك يحب مذاكرة دروسه، ويتمثل هذا الأسلوب في تقديم مكافآت عندما يلتزم الطفل بواجباته بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب.
يُفضَّل أن تكون المكافأة ذات صلة بالأمور التي يهتم بها الطفل ويشعر بالإعجاب بها، مثل تقديم طعام أو حلوى مفضلة له، أو فرصة لزيارة مكان ترفيهي يحبه، أو زيادة في الوقت المخصص لمشاهدة الرسوم الكرتونية المفضلة لديه، ويُعَدُّ هذا الأسلوب مجرد دافع قصير الأمد للتعلم في بعض المراحل، وقد لا يكون فعالاً على الأمد الطويل، ولكنَّه يسهم في تعزيز الحماسة والالتزام في بعض الأوقات.
3. التعلم وليس الدراسة
شجعي طفلك على تعلم أشياء جديدة كل يوم، حتى لو كانت أشياء صغيرة. وأظهري لطفلك متعة التعلم، اصطحبيهم إلى الأماكن العامة التي ستحفّز عقولهم، مثلا إلى متحف الفضاء أو متحف التاريخ الطبيعي أو متحف الفن أو أحواض الأسماك (الأكواريوم). كما يمكن أن تصطحبيهم إلى المكتبة أو حديقة الحيوانات أو لمشاهدة مسرحية.
عليك أن تبحثي عن طرق تفاعلية لكي يتعلم طفلك في المنزل. اعرضي مثلا عليهم أفلاما وثائقية، أو قدمي لهم ألعابا تعليمية، أو أعطيهم كتابا هدية، ثم اطرحي عليهم أسئلة وعلميهم أن يبحثوا عن الإجابات.
4. الربط بين الموضوعات
حاولي مساعدة طفلك من خلال الربط بين الموضوعات الأقل متعة والموضوعات التي يحبها، فالأطفال يحبون الموضوعات السهلة والشيقة ويكرهون الموضوعات التي تتطلب المزيد من الجهد. واكتشفي مبكرا طبيعة طفلك والموضوعات التي يتفوق فيها ويحب دراستها، وكذلك الموضوعات التي يتجنبها، ومن ثم اربطي بين موضوعين أحدهما سهل والآخر صعب بالنسبة له.
على سبيل المثال، إذا كان ابنك يحب التاريخ ولكنه يكره الرياضيات، فيمكنك التحدث معه عن تاريخ الأرقام، أو إخباره بقصص عن علماء الرياضيات المشهورين تأكدي من أن أطفالك يحصلون على فترات راحة قصيرة للتخلص من الضغط في خضم يوم دراسي طويل (بيكسلز)
5. البحث عن طرق ممتعة للدراسة
استخدمي البطاقات التعليمية أو الملاحظات اللاصقة، ويمكنك حتى تشجيع ابنك على الدراسة مع الأصدقاء عبر البريد الإلكتروني، خلاصة الأمر عليك أن تفكري خارج الصندوق وتجرّبي طرقا مختلفة وتقومي بتعديل نظام دراسة طفلك.
6. التنوع في أساليب التعلم:
تتنوع اهتمامات الأبناء وتفضيلاتهم فيما يتعلق بالموضوعات التعليمية، وكذلك تختلف أساليب تعلُّمهم، فيجب أن يكون ابنك على دراية بالأسلوب الذي يفضله للتعلم؛ إذ يساعد ذلك على تحسين أدائه الدراسي بشكل كبير، سواء كانت المواهب بصرية، أم سمعية، أم لفظية، أم رياضية، أم جسدية، أم اجتماعية، أم فردية؛ لذا بات من الضروري تحديد الأسلوب الذي يناسب الطفل والتركيز عليه.
على سبيل المثال، يعتمد الأطفال البصريون على فهمهم للعالم من خلال الرؤية والتصور، في حين يستفيد الأطفال السمعيون أكثر من الاستماع والشرح، ويُشدَّد على أهمية معرفة الطريقة المناسبة للتعلم لدى الطفل، فقد يتبع بعضهم أسلوباً واحداً، بينما يفضل بعضهم الآخر استخدام أساليب متعددة.
7. التقليل من المشتتات
أغلقي التلفاز أثناء المذاكرة، وأبعدي أي أجهزة إلكترونية أو ألعاب مفضلة. وإذا كان أطفالك يستخدمون جهاز حاسوب للدراسة، فضعي في اعتبارك حظر بعض مواقع الألعاب حتى ينتهي ابنك من الدرس.
8. كوني قريبة دائما للمساعدة
إذا كان أطفالك صغارا، فحاولي أن تكوني حاضرة عند المذاكرة، فهم بحاجة إلى معرفة أنك موجودة للمساعدة، ولا تدعيهم يعتمدون عليك تماما للحصول على الإجابات ولكن كوني موجودة لتحفيزهم.
9. وقت محدد للمذاكرة
أن تحددي وقتا ثابتا للمذاكرة كل يوم، يساعد طفلك في التركيز، لأنه سيبعد المشتتات الأخرى عن ذهنه، أو أنه سينتهي من اللعب قبل هذا الوقت.
10. كيف يتعلم طفلك؟
بعض الأطفال يتذكرون المعلومات بشكل أسهل من خلال رؤية الأشياء، والبعض الآخر يتذكرون بشكل أفضل من خلال الكتابة أو اللمس والتدريب العملي، كما أن بعض الأطفال يفهمون أفضل من خلال حاسة السمع، ومن ثم اعرفي طريقة طفلك وساعديه على استخدامها.
شاهد أيضاً: أهم 9 معلومات عن مدارس الفصل الواحد في مصر
11. إشباع حب استطلاعه:
يتطلب إشباع فضول ابنك وحب استطلاعه مساحة واسعة لطرح الأسئلة والاستفسارات عن كل ما يثير استفساراته، فهذا يُعَدُّ من الاحتياجات الأساسية للفترة العمرية التي يمر بها الأطفال، ويجب عليك حتى تجعل ابنك يحب مذاكرة دروسه تقديم إجابات مفصلة وموجَّهة لتلك الاستفسارات، فهذا يساعد على توسيع دائرة معرفته وفهمه للعالم المحيط به.
من الهام ألا تسخر أو تستهزئ من أي سؤال يوجهه ابنك؛ بل يجب أن تتعامل معه باحترام وفهم، وينبغي تشجيع الطفل على التحدث بحرية ودون خوف من الإحراج، حتى يشعر بالراحة في التعبير عن أفكاره وفضوله، كما يمكن تعزيز هذه العملية عبر إشراكه في مناقشات مثيرة للاهتمام أو توفير الفرص له لاستكشاف الموضوعات بشكل أكثر تفصيلاً وإبراز أهمية الفهم والتعلم المستمر.
12. لا تجبريه
لا تجبري طفلك على الدراسة، لأنه بمرور الوقت، قد يجعلهم ذلك يتجنبون الدراسة بأي ثمن. وإذا ضغطت عليهم باستمرار بشأن أهمية الدراسة والصراخ عليهم عندما لا يفعلون ذلك، فقد يبدأ الطفل بالاستياء. وبدلا من ذلك شجعي طفلك بشكل إيجابي، ودعيه يكتشف بنفسه سبب حاجته إلى الدراسة.
13. مراقبة أصدقاء طفلك
إن عادات وسلوكيات أصدقاء طفلك تنتقل إليه، فإذا وجدتِ أنه تغير ولم يعد يلتزم بالانتهاء من واجباته، راجعي مجموعة أصدقائه فربما هم السبب.
14. وقت محدد للمذاكرة
أن تحددي وقتا ثابتا للمذاكرة كل يوم، يساعد طفلك في التركيز، لأنه سيبعد المشتتات الأخرى عن ذهنه، أو أنه سينتهي من اللعب قبل هذا الوقت.
عادات دراسية خاطئة ينبغي تجنبها:
توجد بعض العادات الدراسية الخاطئة التي قد تؤدي إلى تأخير تقدُّم الطفل في الدراسة وتجعله يتخلف عن زملائه ولا يحب مذاكرة دروسه، وتشمل هذه الأخطاء:
- ترك الدراسة حتى اللحظات الأخيرة وتراكم الدروس.
- الخجل من سؤال المدرِّس عن الأجزاء غير المفهومة.
- عدم تسجيل الملاحظات الدراسية الهامة.
- الدراسة أمام التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي.
- الدراسة لفترات طويلة دون تركيز، والحفظ للانتهاء من الدروس دون فهم المحتوى.
- عدم وضع خطة للدراسة، وتكرار نفس الأخطاء دون التعلم منها.
في الختام:
نجد أنَّ تحفيز الأطفال لحب المذاكرة يُعَدُّ أمراً هاماً لنجاحهم وتطويرهم الشخصي والمهني، ونرجو أن نكون قد أجبنا عن جميع استفساراتكم.