غاز الأعصاب VX: أكثر مادة كيميائية خطورة في العالم

غاز الأعصاب VX: أكثر مادة كيميائية خطورة في العالم

مقدمة:

في عالم المواد الكيميائية، هناك مركبات تُصنَّف على أنها فائقة الخطورة، قادرة على التأثير الفوري على الجهاز العصبي للإنسان، ومن بينها يبرز غاز الأعصاب VX كأكثرها فتكًا. لا يُرى بالعين المجردة، ولا يمكن تمييزه بالشم بسهولة، لكنه يحمل قدرة مدمّرة لا تُصدق. مادة سامة تُصنَّف ضمن أسلحة الدمار الشامل، ومجرد قطرة صغيرة منها تكفي لقتل إنسان خلال دقائق. فما هو هذا الغاز؟ وكيف يعمل؟ ولماذا يُعتبر الأخطر عالميًا؟

1. ما هو غاز VX؟

غاز VX هو مركب كيميائي من فئة غازات الأعصاب، تم تطويره في خمسينيات القرن العشرين ضمن برامج التسلح الكيميائي. الاسم العلمي الكامل له هو O-ethyl S-(2-diisopropylaminoethyl) methylphosphonothioate. وهو سائل زيتي شفاف لا لون له، يميل إلى الثبات في الجو أكثر من غازات الأعصاب الأخرى مثل السارين، مما يجعله أكثر خطورة عند استخدامه كسلاح كيميائي.

2. آلية التأثير على الجسم:

غاز VX يستهدف الجهاز العصبي المركزي ويعمل على تعطيل الإنزيم المسؤول عن تحلل الأسيتيل كولين (Acetylcholine)، وهو ناقل عصبي يتحكم في حركة العضلات.
عند تعطيل هذا الإنزيم، يتراكم الأسيتيل كولين في النهايات العصبية، ما يؤدي إلى تقلصات عضلية مستمرة، شلل تنفسي، ثم الوفاة إذا لم يتم التدخل السريع.

3. أعراض التعرض لغاز VX:

• في البداية:

  • صداع

  • ضيق في التنفس

  • تهيج في العينين

  • تعرق شديد

  • سيلان الأنف

• ثم تتطور الأعراض إلى:

  • تقلصات عضلية عنيفة

  • سيلان لعابي شديد

  • فقدان التوازن

  • شلل في عضلات التنفس

  • غيبوبة ثم وفاة خلال دقائق إلى ساعة (حسب الكمية وطريقة التعرض)

4. طرق التعرض لغاز VX:

• الاستنشاق: أخطر طرق التعرض، حيث يدخل الغاز مباشرة إلى الرئتين.

• اللمس: يخترق الجلد ويدخل الدورة الدموية بسرعة.

• التناول: رغم ندرته، إلا أن ابتلاع كمية صغيرة مميت.

5. الاستخدامات والتاريخ:

رغم أن VX لا يُستخدم لأي غرض مدني أو صناعي، فقد طُوِّر كسلاح كيميائي. من أشهر الحوادث المرتبطة به:

• محاولة اغتيال كيم جونغ نام (شقيق زعيم كوريا الشمالية) في مطار ماليزيا عام 2017، باستخدام كمية صغيرة من غاز VX.

• استخدمته بعض الأنظمة العسكرية ضمن ترساناتها الكيميائية خلال الحرب الباردة، قبل أن يتم حظره دوليًا.

6. طرق الوقاية والعلاج:

• الوقاية: تتطلب بدلات واقية محكمة، وأجهزة تنفس مغلقة، وتدابير أمنية مشددة.

• العلاج: يتم باستخدام الأتروبين (Atropine) وبراليدوكسيم (Pralidoxime) لتقليل تأثير الغاز على الجهاز العصبي، لكن يجب إعطاؤها خلال دقائق من التعرض.

7. تصنيف دولي وحظر VX:

• يُصنَّف VX ضمن أسلحة الدمار الشامل بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية لعام 1993.

• حيازته أو تصنيعه أو تخزينه أو نقله يعتبر جريمة دولية.

• أغلب الدول الموقعة على الاتفاقية قامت بتدمير مخزونها منه بشكل علني وتحت رقابة دولية.

خاتمة:

غاز VX ليس مجرد مادة كيميائية عادية، بل هو رمز قاتم لقدرة الإنسان على تطوير أدوات للقتل الصامت والسريع. خطورته لا تكمن فقط في أثره القاتل، بل في صعوبة كشفه وسرعة تأثيره وندرة علاج فعّال له إذا لم يُستخدم فورًا. وفي عالم تتزايد فيه التوترات السياسية والعسكرية، يبقى غاز VX تذكيرًا مظلمًا بخطورة التسلح الكيميائي وضرورة حظر استخدامه تمامًا، حمايةً للإنسانية من خطر لا يُرى بالعين، لكنه قاتل بلا رحمة.