ما هي اداب الفتوى وأحكامها وآدابها وشروطها
الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المفتي، والتي قد تصل إلى الشروط في أيامنا هذه، التيسير على الناس، وإدخالهم في دين الله، وإلقاء الستر عليهم، والعمل على جعل الناس متبعين لقول معتبر في الشرع، فذلك خير لهم من تركهم للدين بالكلية، وإيقاعهم في الفسق، مما يعد صدًّا عن سبيل الله من حيث لا يشعر العالم.
اداب الفتوى
تعتبر الفتوى أمراً حساساً للغاية، يجب الالتزام ببعض الآداب عند أدائها، إليك بعض اداب الفتوى:
- شرح الفتوى شرحًا واضحاً، لا يقع معه إشكال، فلا يُجمل في حالة تستدعي التفصيل.
- الصبر: يجب أن يكون المفتي صبوراً، حتى يستطيع إيصال الفتوى إلى المستفتي على أكمل وجه.
- يُستحب البدء بقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين)، ثم إلقاء الفتوى، وختمها بقول: (والله أعلم)، أو (الله المستعان).
- كما يُستحب الدعاء عن كل فتوى.
- على المفتي أن يُخبر المستفتي بالأمور المباحة في المسألة، إن أجابه على سؤاله بالتحريم، لتقريبه، وتحبيبه في الشرع.
- مشاورة أهل العلم مستحبة قبل الإفتاء، حتى وإن كانوا دون المفتي في درجة العلم، فالله سبحانه وتعالى يبارك في الشورى.
- الاختصار أفضل من الاستطراد، حتى لا ينشغل المستفتي بما لا يفيده، ويتشتت ذهنه.
- الأفضل للمفتي أن يعدل عن جوابه، ويبيِّن الأصلح، والأنفع للمستفتي.
- يجب أن يمتنع المفتي عن الإجابة إن سُأل عن شئ لم يفهمه، أو أُشكل عليه، فعليه أن يطلب التوضيح، أو يحيل المستفتي لشخصٍ آخر ليفتيه.
- ينبغي ألا يأخذ المفتي بظاهر لفظ المستفتي، عليه أن يسأله حتى يفهم قصده الحقيقي، ويزيل الريبة من نفسه قبل إيجابه.
- على المفتي ألا تأخذه عاطفته، وتجعله يقدم فتواه على استحياء، فيُفهم منها تحليل أمراً، هو في الأصل من المحرمات.
- إذا لاحظ المفتي أن في سؤال المستفتي جانباً قد يوِّلد لديه وهماً، عليه أن تنبيهه إلى ما فيه الصواب.
- عند الإفتاء بحكم تستغربه العقول لعدم انتشاره، على المفتي أن يمهِّد له، ويوضِّحه، ويصطبر على شرحه وبيانه.
- تقديم الأسئلة الأسبق، على الأسئلة التالية لها.
شاهد المزيد: هل يمكن جمع الشفع والوتر في صلاة بتشهد واحد؟
أحكام الفتوى
- حُسن المظهر من الأمور المطلوبة للمفتي، بالضبط كما هو مطلوباً للقاضي.
- من الضروريات أن يكون المفتي حسن السيرة، وأن يُشبه باطنه ظاهره.
- يجب أن يكون قصد المفتي من عمله هو هداية الخلق لطريق الله تعالى، ورفع كلمة الحق عالياً، ونشر شريعة الله على أرضه.
- لا يخاف المفتي في الله لومة لائم، فإن لان، وخضع، كانت فتنة وشراً مستطيرا.
- يعمل على إيصال الحق بلطف، فلا يكون فظاً غليظاً، ولا يتنازل عن الحق حتى يحتفظ باللطف والتعقل.
- البعد عن الطمع، فالمفتي يجب أن يكون راضياً بما قسمه الله له، فلا ينظر لما في أيدي الغير، ولا يتطلع لذهب الدنيا وياقوتها.
- يُشترط على المفتي أن يبدأ بنفسه أولاً، فلا يقول عكس ما يفعل، ولا يعمل بعكس ما ينصح به الناس.
- يستخدم المفتي الآيات، والأحاديث، والنصوص الشرعية لبيان الحكم، ودليله.
- يشتغل المفتي بالعلم، والقراءة، والمطالعة، والمباحثة، والمذاكرة، فلا يهدأ، ولا يكل، ولا يمل، عليه تطوير نفسه باستمرار.
- يقصد بفتواه وجه لله تعالى، فلا يطمع في منصبٍ، أو مال، أو خدمة، أو غير ذلك من عرض الدنيا.
شاهد المزيد: هل رفع اليدين في تكبيرة الإحرام من سنن الصلاة الفعلية
ما الفرق بين الإفتاء والفتوى
الفرق بين الإفتاء والفتوى يكمن في الاستخدام والدقة اللغوية:
- الإفتاء (الفعل): يشير إلى عملية إبداء الرأي الشرعي أو إبداء الحكم الشرعي بناءً على الأدلة والمعارف الشرعية. فعندما يفتي المفتي، فإنه يقوم بعملية الإفتاء، أي بتقديم النصح والتوجيه الشرعي للسائل بناءً على المعرفة والدراية الدينية.
- الفتوى (الاسم): تعبر عن النتيجة أو النتيجة النهائية لعملية الإفتاء. عندما يتم تقديم الرأي الشرعي بناءً على الأدلة والمعرفة الشرعية، فإن هذا الرأي يصبح فتوى. يمكن أن تكون الفتوى مكتوبة أو شفهية، وتحمل النصح الشرعي أو الحكم الشرعي بناءً على السؤال المطروح.
آداب المفتي والمستفتي PDF
إليك نسخة مجانية من كتاب (أدب المفتي والمستفتي) للإمام الحافظ المحدث (أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن)، المعروف باسم: (ابن الصلاح الشهرزوري)، المتوفى سنة 643 هجرياً، اقرأه من هنا.
فهو كتاب جامع لأحكام، وآداب الفتوى، والمفتين، فقد ناقش فيه الشهرزوري شرف الفتوى، وخطرها، وكل ما يتعلق بها، إذا كنت مهتماً بمعرفة المزيد عن آداب المفتي والمستفتي، فعليك بقراءة الكتاب، حيث يعتبر من الكتب التراثية الإسلامية المهمة.