سورة الكهف كاملة بالصور
سورة الكهف كاملة بالصور: إن سورة الكهف من أعظم السور في القرآن الكريم وأجملها، وهي موجودة في الصور كما يلي:
تعتبر سورة الكهف من السور الكبيرة والمكية، وهي مكتوبة بخط عريض كاملها، وتُعد من السور التي نزلت جملة واحدة. أُثبت هذا القول بروايات عن بعض الصحابة رضي الله عنهم جميعًا. عدد آياتها هو 110 آيات.
وسُميت هذه السورة بسورة الكهف نظرًا لما تضمنته من حديث عن أصحاب الكهف، الذين هاجروا بدينهم للفرار من ظلم ملكهم.
إقرأ أيضاً: فوائد سورة البقرة وقرأتها في المنزل
سورة الكهف يوم الجمعة
إذا قرأتَ سورة الكهف يوم الجمعة، فإنها تضيء لك نورًا يمتد بين الجمعتين. فضل هذه السورة في هذا اليوم المبارك يأتي استنادًا إلى حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين.” رواه النسائي وصححه الألباني.
ويُعتبر يوم الجمعة، في اصطلاح الشرع، يمتد من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وفقًا لشرح العيني في صحيح البخاري، اليوم الكامل يشمل هذا الفترة، من طلوع الشمس إلى غروبها.
ويُنصح بقراءة سورة الكهف قبل صلاة الجمعة، كما اعتاد بعض أهل العلم، وإذا قرأها الإنسان في صلاة الجمعة يحصل على ثواب القراءة في الصلاة بالإضافة إلى الثواب الموعود لقراءتها في هذا اليوم المبارك.
إذا قرأت سورة الكهف يوم الجمعة، فإن ذلك يعتبر عملاً مندوباً وله فضل خاص. لا يوجد فرق بين قراءتها من المصحف أو من الذاكرة، والوقت المشروع للقراءة هو من طلوع الفجر حتى غروب الشمس. بالتالي، إذا قرأتها بعد صلاة الجمعة، فستحصل على الأجر المتعلق بهذا العمل. ويجب الانتباه إلى أن الغسل في يوم الجمعة يجب أن يتم قبل الصلاة، حيث يُعتبر استعداداً لها.
قصة أهل الكهف
قصة أهل الكهف تحكي عن مجموعة من الشباب الذين اضطروا للفرار بدينهم، معتصمين بربهم، إلى أن وجدوا لجأتهم في كهف تم تسميته بالكهف فيما بعد. توافقوا على أن يدخلوا الكهف حتى طلوع النهار، دون أن يتخيلوا أن نومهم سيمتد لما يزيد على ثلاثة قرون. بقوا هناك حتى ظهروا في عصر ملك جديد، وهم شباب فروا من الظلم والطغيان بالإيمان، وهم الذين شهدت إيمانهم آيات القرآن. كما قال الله في حقهم في (سورة الكهف: ١٣): “نَّحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ نَبَأَهُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى”.
قصة زيادة الهداية لأهل الكهف جاءت كنتيجة لثباتهم وصبرهم والفرار بالإيمان للحفاظ عليه، ويمكن أن تكون درسًا قيمًا للشباب في زمن الفتن والشهوات. في هذا العمر الحساس، يجب على الشخص أن يثبت على إيمانه ويفر بدينه إذا لم يتمكن من المحافظة عليه في محيطه.
قصة أهل الكهف نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في زمن المحن والبلايا، حيث كانت قريش تعادي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. كانت هذه القصة مصدر تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، وكانت درسًا في الصبر والإيمان واللجوء إلى الله في الأوقات الصعبة.
حيث أنّ هؤلاء الشباب نَبَذوا عبادةَ الأوثان والأصنام، واعتنقوا التوحيدَ والإسلام على دين المسيح عليه السلام، وقيل قبل ديانة المسيح في مدينة يقال لها أَبْسُس وقيل غيرها، ثُمّ فَرّوا مِن المدينة وملكها الذي أراد صدّهم عن التوحيد؛ حتى آوَاهُ الليل إلى الكهف.
الرسالة الأساسية في سورة الكهف تدعو الشباب للبحث عن مأوى في كهف الإيمان والصحبة الصالحة، فهم يفرون من فتن العصر والأهواء والطغيان. إذا اتبعوا هذا المسار، سيربط الله على قلوبهم بالإيمان واليقين، مما يجعلهم يعيشون بالرحمة وينعمون بحال أفضل. هذا هو الدرس الذي نأخذه من قصة أهل الكهف في زماننا الحاضر.
إقرأ أيضاً: ما هي الاية التي قرأها سيدنا موسى لابطال السحر
قصة صاحب الجنتين سورة الكهف
قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف تحكي عن رجل من بني إسرائيل استلم ورثة بقيمة أربعة آلاف دينار من إجمالي ثمانية آلاف دينار، وأخذ هذا المال وأنفقه في بناء جنتين أو بساتين جميلة، واشترى عبيدًا وتزوج، بينما أخوه أنفق ماله في سبيل الله وباحثًا عن مرضاة الله عز وجل وقعت هذه القصة في منطقة عجائب البلاد، وهي بحيرة تنيس، كما ذُكر ذلك في كتاب “عجائب البلاد” لأبي إسحاق أبي القاسم.
صاحب الجنتين في سورة الكهف تكبّر على الله بسبب ثروته الكبيرة ومزارعه المثمرة، فقال لصاحبه المؤمن: “ما أظن أن تفنى هذه أبدًا، وأنا أكثر منها مالًا وأعظم نسبًا”، وكان ذلك تكبرًا واغترارًا منه. زاد على ذلك وقال: “وما أظن أن يوم القيامة آت!”، وهذا كان ظلمًا كبيرًا، إذ جحد وجود يوم القيامة وشك في أن الله سيعيد إليه نعمه وقد سخر صاحب الجنتين وقال بصورة استفزازية: “إذا رجعتُ إلى ربي لأجدن خيرًا وأجدن أحسن حظًا مما كنت أملك في الدنيا”.
مقاصد سورة الكهف
- التأكيد على أن الكتاب المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم هو حق مبين، لا يأتيه الباطل من أي جهة كان، سواء من قبله أو من بعده.
- بيان وحدانية الله سبحانه وتعالى، والتنبيه على أن الأولياء الحقيقيون هم الله ورسوله، والتنديد بالذين يتخذون من دونه أوثانًا أو أندادًا.
- تناول قضايا البعث والنشور، وتوضيح أحوال الناس في اليوم الآخر، وضرورة الاستعداد لهذا اليوم العظيم.
إن السورة بدأت بالحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، قائماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبدا. وختمت بقوله سبحانه: “قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا”. تتحدث السورة عن الدار الآخرة أيضاً، وعن من يرجو لقاء ربه، وما يجب عليه أثراً لهذا الرجاء والإيمان من عمل صالح، وتوحيد لله.
إذاً، نجد أن بداية السورة تتحدث عن الآخرة بطريقة تقريرية، موضحة مهمة القرآن في إثبات الجزاء الذي سيكون فيها، سواء بالإنذار أو بالبشرى. وفي النهاية، تتحدث عن هذه الحقيقة التي تم تأكيدها وتقديمها للناس، وتدعوهم إلى الإيمان بالله وإلى ربطه بالأعمال الصالحة.
من جهة أخرى، تناولت السورة موضوع البعث في سياق المثال الذي ذكره الله عن صاحب الجنتين وزميله، حيث أبدى الأول إنكاره لقدرة الله وشكه في قدوم الساعة ويوم الحساب، قائلاً: “وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلبا” (الكهف: 36). وتناولت السورة مقاصد أخرى أيضاً تتعلق بهذا الموضوع.